تخطى إلى المحتوى

تركيا توضح أسباب التَـصعيد العسكـري على محافظة إدلب

أعلنت وكالة الأناضول التركية في تقريرٍ لها يوم أمس الأربعاء عن تفاصيل وأحداث مهمة حول أسباب التصـ.عيد العسـ.كري الذي تتعرض له محافظة إدلب السورية، وخاصةً أنه مبرم بشأنها اتفاق “سوتشي” الموقع بين الجانبين التركي والروسي.

حيث أكدت وكالة الأناضول أن الاستراتيجية الروسية اعتمدت منذ بداية التدخل العسكري في سوريا عام 2015 على تهجيـ.ر أكبر عدد ممكن من السوريين إلى الدول المجاورة لسوريا.

وحتى أن الطيران الحربي الروسي كان قد اختار في طليعة أهدافه مخيمات النازحين في الداخل السوري إلى جانب المدارس والمساجد والملاجئ التي كان يتحصن بها المدنيون للاحتماء من قصف نظام الأسد وروسيا.

حيث أن استهداف الروس للمدنيين كان القصد منه تهجير أكبر عدد ممكن من السوريين إلى دول الجوار، وخصوصاً إلى تركيا، من أجل أن يشكل هؤلاء اللاجئون عبئاً مادياً وبشرياً على الدول المضيفة لهم، ليصعب على هذه الدول تحمل أعبائه لفترة طويلة، فتضطر هذه الدول للرضخ والقبول بالشروط الروسية.

ولأن موسكو اعتمدت في سوريا على تجربتها السابقة في أفغانستان، حيث كانت تريد الحسم العسكري الخاطف السريع، من خلال تنفيذ ضربات جوية عنيفة وخاطفة، واتباع سياسة الأرض المحروقة على نموذج غروزني، الأمر الذي يحقق لها الحسم العسكري في أقرب وقت.

وبسبب الفشل الروسي من الوصول إلى حل عسكري، لجأت إلى الحل السياسي عبر مسار أستانة وسوتشي، إلا أنها لم تجد فيه أي مكان أو عنوان للحل السوري، ولا حتى إلى تفاهم على الأساسيات مع طرفيه التركي والإيراني، لفرضه على باقي الدول كون هذه الدول الثلاثة هي الدول الضامنة لكافة الأطراف في سوريا.

إلا أن روسيا عندما بدأت تشاهد في الجانب الآخر من البلاد اقتراب حدوث تفاهم بين أنقرة وواشنطن حول منطقة شرق الفرات، مما جعلها تقرر رفع وتيرة خروقات قوات نظام الأسد والميليشيات الإيرانية الداعمة لها، على كامل المناطق المحررة.

كما تسبب القصف اليومي لقوات الأسد على مناطق خان شيخون و سراقب ومعرة النعمان بإدلب وعلى أرياف حماة وحلب واللاذقية، والمشمولة باتفاق خفض التصعيد، بعشرات الشهداء والجرحى من المدنيين السوريين.

حيث يهدف الروس من خلال هذه الخروقات المتعمدة لـ “اتفاق سوتشي” و”مناطق خفض التصعيد” إلى الضغط على تركيا من أجل مقايضة محافظة إدلب بقواعد لهم في منطقة شرق الفرات، حيث بادروا منذ فترة إلى تأسيس قواعد عسكرية لهم قرب مدينة القامشلي وفي بلدة العريمة بريف منبج في شمال سوريا.

كما يؤكد ذلك تصريح وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف”، والذي قال بأن “روسيا ستشارك في إنشاء المنطقة العازلة على الحدود الشمالية مع سوريا، بأفراد من الشرطة العسكرية الروسية”.

ولكن “لافروف” يرى أن الحديث عن المنطقة العازلة يجب أن يكون على أساس الاتفاق بين أنقرة ونظام الأسد عام 1998، والذي يسمح لتركيا بالقيام بأعمالها في داخل الحدود السورية، ليقطع بذلك الطريق على تركيا في إنشاء المنطقة الآمنة التي تسعة إليها، كون أن هنالك اتفاق يعطيها بعض هذه الصلاحيات.

إلا أن تركيا التي تختلف مع الجميع بسبب تصنيفها لتنظيمات “بي كا كا – ي ب ك” على أنها إرهـ،ابية وبأنها ستقلق في حال بقيت هذه التنظيمات قرب الحدود التركية، ليستدرك “لافروف” ويوجه كلامه لتركيا قائلاً: “أن روسيا تتفهم القلق التركي”، ليترك بذلك الباب مفتوحاً أمام أي صفقة سياسية بهذا الخصوص قد يعقدها معهم الحليف التركي.

مدونة هادي العبد الله

الوسوم: