نشرت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية مقالاً حول أبعاد زيارة رأس النظام “بشار الأسد” إلى العاصمة الإيرانية طهران تحت عنوان “دمشق تنجرف بعيداً نحو طهران”.
حيث قال كاتب المقال “فلاديمير موخين” أن “بشار اﻷسد” يتقرب بشكلٍ متواصلٍ من طهران مبتعداً بذلك عن موسكو، ومرجحاً أن يؤدي ذلك إلى قيام إسرائيل بشن حربٍ ضد نظام الأسد بسبب هذه التصرفات.
ويبدأ المقال من زيارة “بشار الأسد” طهران يوم الاثنين الماضي، ولقائه مع القيادة الإيرانية، والتي تعتبر هي زيارته الأولى منذ عام 2011 أي منذ بدء الحرب في سوريا.
وبحسب المقال فإن طهران تقف ضد خطة إنشاء منطقة عازلة في شمال سوريا وتعتبرها مؤامرة أمريكية، وذلك وفقاً لتصريحات المرشد اﻷعلى “علي خامنئي”.
فيما لم يقدم نظام الأسد أو طهران أي اعتراض رسمي على خطة موسكو وأنقرة للعمل المشترك في شمال شرق سوريا ضمن اتفاقية أضنة الموقعة بين نظام الأسد وتركيا عام 1998.
وأشار المقال إلى أن هناك بعض التناقضات الخفية، ليس فقط داخل صيغة أستانا بل وبين موسكو ودمشق، فبعد أن أسقطت الدفاعات الجوية التابعة لنظام الأسد طائرة الاستطلاع الروسية “إيل-20” لم يتحدث الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” سوى مرة واحدة مع “بشار الأسد”، حيث أخبره خلالها بأن إسرائيل هي المسؤولة عن إسقاط الطائرة وعن مقتل الطاقم الروسي.
ونقل الكاتب في مقاله عن الخبير العسكري الجنرال “يوري نيتكاتشيف” قوله: “يتم حالياً تعزيز مواقع إيران في سوريا”، مشيراً إلى بدء عمليات إنشاء قواعد عسكرية ومرافق إيرانية في سوريا، لا تتوافق تماماً مع المصالح الجيوسياسية الروسية ومع إطار تعزيز السلام في الشرق الأوسط.
واعتبر الجنرال “نيتكاتشيف” أنه إذا ما بدأ نظام الأسد باتباع مصالح طهران في كل شيء، فلن يكون ممكناً تجنب حرب جديدة مع إسرائيل، حيث أن روسيا تعتبر نفسها بغنى عنها.
ووفقاً للجنرال الروسي فإنه يمكن استخدام “تل أبيب” كوسيط في الحوار بين “تركيا” وتنظيم “بي كا كا”، وكذلك في مناقشة قضايا البناء السياسي لسوريا وتبني دستورها الجديد، ويقول أنه “عندئذ لن يكون ضرورياً بناء أي مناطق عازلة على الحدود السورية التركية”.
وكان “بشار اﻷسد” قد توجه إلى طهران في زيارة سرية ومفاجئة يوم الاثنين الماضي، حيث تم نقله بطائرة شحن واجتمع بالمرشد الإيراني “علي خامنئي” وبالرئيس الإيراني “حسن روحاني” وبقائد الحرس الثوري الإيراني “قاسم سليماني”، ثم تمت إعادته إلى دمشق مباشرة.
والجدير بالذكر أيضاً أنه كانت قد شهدت الفترة الأخيرة حدوث اشتباكات بين “الفرقة الرابعة” بقيادة العميد “ماهر الأسد” والمحسوبة على إيران، وبين الفيلق الخامس وقوات النمر التي يقودها العميد “سهيل الحسين” والمحسوبة على روسيا، وذلك بسبب صراع نفوذ بين الروس والإيرانيين على عدد من المناطق في سوريا.
مدونة هادي العبد الله