نقلت مصادر لبنانية رسمية أن ملف النازحين السوريين أصبح معطل بشكل كامل، ولا توجد أي معطيات لدى أي من المسؤولين اللبنانيين حول توجهات عربية أو دولية لإعادتهم.
حيث نعت مصادر لبنانية “المبادرة الروسية” لإعادة النازحين السوريين، وقالت “حتى الآن تؤكد موسكو أنها لم توقف جهودها الرامية إلى تأمين عودة النازحين السوريين إلى بلدهم، إلا أن شيئاً ملموساً لم يظهر بعد”.
فعلى الرغم من استمرار عودة بعض النازحين السوريين والتي تتم عبر الأمن العام اللبناني بين وقتٍ وآخر، إلا أنها لا تعدو أكثر من جرعات لا تتلاءم مع ضخامة هذا الملف.
والأمر المريب الذي يزيد من مخاطر هذا الملف، أن الجانب اللبناني ونظام الأسد، لا يعملان ضمن هذا الملف بما يقتضيه من إعادة سريعة لهم، بل يعملان بالنظر إلى الخلفيات السياسية والتي تجعل من النازحين السوريين وسيلة ابتـ،زاز متبادل بين الجانبين.
وبحسب مسؤول لبناني كبير، والذي كان قد لمس لدى المسؤولين الروس حماسة جدية لإنجاز هذا الملف، وأن بلوغ الحل السياسي في سوريا يساعد في إنهاء هذه المسألة.
إلا أن العائق الأساسي حالياً أمام هذه العودة بحسب المسؤول اللبناني، يكمن في تأمين التمويل اللازم لهذه العودة، وخصوصاً وأن المناطق التي سيعود إليها النازحون تحتاج في غالبيتها إلى إعادة بناء وتوفير البنى التحتية والخدمات العامة.
ووفقاً لتقديرات البنك الدولي للكلفة الإجمالية لإعادة إعمار سوريا هي 250 مليار دولار، مما يعني أن روسيا متحمسة جداً لإعادة النازحين السوريين بعد تأمين هذا المبلغ من أجل إعادة إعمار المناطق التي دمرها قصف روسيا ونظام الأسد.
حيث أنه في العام الماضي عندما أعلنت موسكو عن مبادرتها وانطلقت بها، وكأن قضية النازحين السوريين والتي عمرها 8 سنوات ستجد طريقها إلى الحل بعد أسابيع أو شهور على الأكثر.
كما أن الإعلان عن المبادرة ترافق بتسارع الخطوات الروسية، من زيارة المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا “ألكسندر لافرينتييف” إلى المنطقة، ومن ثم تصريحات واقتراحات الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء “إيغور كوناشينكوف”التي قدمها للولايات المتحدة الأمريكية.
حيث كانت السلطات الروسية بهذه التصريحات والخطوات تقوم بالإيحاء للعالم بأن عودة النازحين السوريين إلى بلدهم سائرة على قدم وساق، وذلك بعد أن تم الإعلان عن تأسيس مركز استقبال رئيسي للنازحين السوريين في مدينة دمشق لفرز السوريين العائدين وإتمام ترتيبات انتقالهم إلى مناطقهم، كما أقامت روسيا ثلاثة فروع أخرى في مناطق متفرقة من سوريا.
وقامت روسيا أيضاً عبر وزارة دفاعها بتقديم اقتراحاتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وعرضت عليها وضع خطة مشتركة لعودة النازحين السوريين، وتشكيل مجموعة عمل مشتركة روسية – أمريكية – أردنية برعاية مركز عمان للمراقبة، والقيام بمثل هذه الخطوة في لبنان.
والتقى مؤخراً الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” بالمستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل”، وطالبها بالمشاركة في إعادة إعمار سوريا للسماح بعودة ملايين النازحين من أوروبا، ولسان حاله يقول: “ادفعوا مليارات إعادة الإعمار، من أجل عودة ملايين السوريين إلى بلدهم”.
فالمبادرة الروسية أصبحت أشبه بالدعايات التجارية التي تظهر الزبائن سعداء بالمنتج وتعرض شهاداتهم حوله، ولكنها في الوقت ذاته تحاول تحفيزك على شرائه في البداية بحماستهما الزائدة، حيث كان لبنان والأردن يقومان بتأدية دوراً مهماً في الدعاية الروسية لاستقطاب دعم الأمم المتحدة والدعم الأوروبي والأمريكي.
مدونة هادي العبد الله