تخطى إلى المحتوى

قصة نجاح سوري حققت شركته المرتبة الثانية في عنتاب

من كشك صغير لتجارة الجوالات وأكسسوارتها في مخيم الإصلاحية للاجئين السوريين في غازي عينتاب بهدف تأمين احتياجاته اليومية، إلى شركة منافسة في سوق الاتصالات على مستوى تركيا.

هذه هي قصة الشاب السوري “حسام الخطيب” من مدينة كفرنبل بريف إدلب، والذي كان قد تخرج من جامعة حلب من قسم التاريخ في عام 2007، ليلتحق بالخدمة الإلزامية في جيش النظام، إلا أنه أنشق عنه في عام 2012 ولجأ إلى تركيا.

ليستقر في مخيم الإصلاحية للاجئين السوريين في ولاية غازي عينتاب، وليقوم بتعليم الأطفال في المخيم بدون مقابل، ولتأمين نفقاته اليومية أقام كشكاً صغيراً لتجارة الجوالات واكسسواراتها وللحوالات المالية وخدمات الجوال وطباعة الأوراق لمساعدة طلاب المدارس في المخيم.

وفي عام 2016 قام “حسام الخطيب” بتوسيع محله وحصل على ترخيص نقطة بيع ضمن المخيم لشركة “توركسل” التركية، وتطور عمله وأصبح يقوم بحجز مواعيد للمرضى في المشافي التركية لأهالي المخيم مجاناً إلى جانب خدماته التجارية.

وبعد عامين من نجاحه في عمله هذا، قرر “حسام الخطيب” أن يؤسس شركته الخاصة وأن يكون معتمداً رسمياً للشركة التركية في مدينة الإصلاحية ضمن ولاية غازي عينتاب، واستغرق ذلك 4 أشهر، ليعلن عن الافتتاح في شهر شباط عام 2018، ضمن عمل ومردود ضعيفين نسبياً.

إلا أنه وبعد 3 أشهر من بدأ العمل كانت التقارير الخاصة بشركة “توركسل” مفاجئة لهم، حيث أن العمل كان متقناً جداً وفاقت كمية البيع توقعات “توركسل”، وأصبحت تضم الشركة 7 موظفين بالإضافة إلى خبير صيانة ومحاسب لها، مما دفع مدير فرع الشركة في ولاية غازي عينتاب لزيارة الشركة السورية والإطلاع على الواقع وتقديم ما أمكن من مساعدة لتحقيق المزيد من النجاح.

وحافظت الشركة السورية التي تقع في مدينة الإصلاحية بولاية عينتاب خلال الأشهر الستة الماضية، على الترتيب الثاني على مستوى الولاية، ليتم تكريمها من خلال شركة “توركسل” التركية والتي تعمل كوكيلة لها في غازي عينتاب بمبلغ مالي وقطعتي ذهب تعبيراً منهم عن جودة عمل الشركة السورية.

ولم يقتصر عمل الشركة السورية على المجال التجاري، بل اهتمت أيضاً بتقديم خدمات مجانية للسوريين في مجالات حياتهم اليومية من حجز مواعيد المشافي وطباعة الهويات لزيارة المشافي وحجز مواعيد تحديث بيانات السوريين في عينتاب مجاناً وترتيب مواعيد زيارات اللاجئين إلى سوريا في أوقات الأعياد.

ويقول “حسام الخطيب” أن شركته حالياً تسعى لتأمين ترخيص ترجمان محلف لتخفيف الأعباء عن السوريين في ظل ارتفاع تكاليف الترجمة والنوترة، وجهل البعض بالأوراق المطلوبة، وكذلك تجهيز معاملات تسجيل البيوت، وتوثيق إقامة السوريين وتقديم الأوراق المطلوبة وتصويرها وتجهيز وكتابة أوراق الطلاب وإثبات أماكن دراستهم لتقديمها للبلدية وكل ذلك بشكل مجاني أيضاً.

مدونة هادي العبد الله