تخطى إلى المحتوى

تركيا ستنقلب على اتفاقاتها مع روسيا وإيران في حال حدوث هذا الأمر في إدلب

طالبت تركيا حليفتيها روسيا وإيران بالحفاظ على اتفاق محافظة إدلب السورية، مهـ.ددةً بانسحابها من مسار أستانة بشكل قطعي، كما أنها ستراجع كل قراراتها بخصوص عدد من الاتفاقيات بينها وبين الدولتين.

وفي حال قامت تركيا بالانسحاب من مسار أستانة، فإن ذلك سيطيح بالمسار الذي بدأته تركيا مطلع عام 2017 مع روسيا وإيران على حساب مسار جنيف الذي ترعاه الأمم المتحدة.

حيث علمت جريدة “القدس العربي” أن تركيا كانت قد وجهت خلال الأيام الماضية تحـ.ذيراً شديد اللهجة إلى موسكو وطهران لفرض حالة الهدوء والاسقرار في منطقة إدلب.

كما صرح قيادي في فصيل “الجبهة الوطنية للتحرير” التابع للجيش الوطني والتي تحظى بدعم تركي وتنتشر في منطقة إدلب، أن أنقرة أبلغتهم بالموافقة على قيامهم بالرد على خروقات نظام الأسد، كما أبلغتهم برفع الجاهزية والاستعداد للأسوأ الذي ممكن أن يحصل.

وأضاف القيادي أن مسؤولين أتراك طمئنونا من ناحية عدم بدء أي عملية عسكرية برية لنظام الأسد على منطقة إدلب طوال فترة وجود نقاط المراقبة التركية الـ 12 في إدلب.

وجاء التعليمات التركية الجديدة بعد فشل موسكو وطهران في إلزام نظام الأسد بوقف خروقاته لاتفاق سوتشي الذي أبرم بين تركيا وروسيا في 17 أيلول الماضي.

وكان قد بدء التصعيد العسكري لنظام الأسد بتاريخ 9 شباط الماضي عبر راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، وبتاريخ 24 شباط الماضي أيضاً دخل الطيران الحربي بنوعيه “الميغ 23 و 29” و الطيران الرشاش نوع “لام 39” على خط التصعيد.

حيث تركز قصف نظام الأسد على محور طريق حلب – دمشق الدولي وتحديداً على المدن الرئيسية عليه وهي “خان شيخون ومعرة النعمان وسراقب ومورك”.

وارتفع عدد الضحايا من المدنيين بشكل كبير في مدينة خان شيخون التي قصفت بمئات القذائف الصاروخية والغارات الجوية من الطيران الحربي.

وبحسب إحصائية الدفاع المدني “الخوذ البيضاء” والتي أشارت إلى أن قصف قوات الأسد على مدينة خان شيخون أدى إلى نزوح أعداد كبيرة من المدنيين، وأوقع نحو 48 شهيداً في المدينة وحدها بالإضافة لعشرات الجرحى.

وتشير الجريدة إلى أن المعارضة السورية وتركيا بدأتا تحصدان النتائخ السلبية بسبب عدم تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق سوتشي قبل نهاية عام 2018، وخاصة بند (استئناف عمل الطرق الدولية “M4″ الذي يربط حلب باللاذقية و”M5” الذي يربط حلب بحماة).

ويرجح محللون أن الحياة لن تعود إلى اتفاق سوتشي إلا بموافقة أنقرة على تسييرها دوريات عسكرية مشتركة مع الشرطة العسكرية الروسية داخل المنطقة المنزوعة السلاح الثقيل.

وهو البند المغفل من الاتفاق أيضاً بين الجانبين والذي ينص على (قيام القوات التركية والشرطة العسكرية الروسية بدوريات منسقة وبعمليات رصد مع الطائرات بدون طيار على طول حدود المنطقة المنزوعة السلاح بهدف ضمان حرية حركة السكان المحليين والبضائع واستعادة العلاقات التجارية والاقتصادية).

حيث حاولت أنقرة تأجيله لأكثر من مرة بسبب معارضة أغلب الفصائل العسكرية في منطقة إدلب لفكرة وجود الشطرة العسكرية الروسية، كما كانت قد أخبرت أنقرة قادة الفصائل أنه لن يطبق هذا البند وسيقتصر على القوات التركية فقط.

من الواضح أن الوضع في إدلب قد انتقل إلى مرحلة جديدة هي مرحلة من خلال القصف المستمر لقوات الأسد وطيرانه الحربي، وبالتالي رد فصائل المعارضة على مواقع قوات الأسد التي تقوم بالقصف على المدنيين في كل مكان.

حيث تشير جميع الأحداث حتى الآن إلى أنه ليس هنالك عملية عسكرية برية على إدلب بسبب استمرار وجود نقاط المراقبة التركية في المنطقة وعدم انسحاها، وبسبب عدم تدخل الطيران الروسي إلى جانب قصف قوات الأسد.

كما يرى محللون أنه عندما تقلع أول طائرة من مطار حميميم الروسي فهذا يعني أن اتفاق سوتشي أصبح من الماضي وأن العلاقات التركية الروسية دخلت في تحول جديد.

مدونة هادي العبد الله