تخطى إلى المحتوى

قصة من التراث السوري “الوزير الذي كان يأتي إلى مكتبه راكبا على الحمار”

أيام زمان لم يكن هنالك في دمشق أيٍ من وسائط النقل المعروفة اليوم، حيث أنه لم تكن السيارات قد دخلت إلى دمشق بعد، فكانت الحيوانات وأهمها “الحـ,مير” هي وسيلة النقل الناجحة، واشتهرت هذه الوسيلة في كافة أنحاء بلاد الشام.

حيث أن “الحمير” كان أكثر من يستعملها هم الأعيان وأصحاب الشأن والمسؤولين ولعل أبرز تلك “الحمير” كانت حمارة وزير المالية بدمشق في العشرينيات من القرن الماضي “جلال زهدي”.

والذي كان لديه حمارة بيضاء جميلة يأتي راكباً عليها كل يوم إلى مبنى السرايا الحكومي والموجود في ساحة المرجة في العاصمة دمشق.

فوزير المالية “جلال زهدي”، والذي يعتبر أحد أعضاء الحكومة الثانية لرئيس الوزراء “صبحي بركات” في افترة الممتدة بين “10 كانون الأول 1924” وحتى “31 آب 1925” ، والتي كانت تحت الانتداب الفرنسي.

حيث نشرت قصة وزير المالية “جلال زهدي” وحمارته في مجلة “المضحك المبكي” في زاوية “قصص من تاريخنا الهزلي” في العدد 1012 الصادر يوم الأحد بتاريخ 9 كانون الأول عام 1962.

وتقول قصة الوزير “زهدي” أنه كان يربط حمارته على الباب الرئيسي للسرايا، الأمر الذي يجعل الناس يستدلون على وجوده أو عدم وجوده في السرايا منها، فإذا وجدوها مربوطة هناك استدلوا على وجود الوزير في الداخل.

وهذا الأمر كان يزعج الوزير “زهدي” فكان يحاول إخفاءها عن أنظار المراجعين، فيربطها عند الباب الخلفي من مبنى السرايا الحكومي، ولكن كان أهل دمشق يضحكون من ذلك ويقولون: “كيف للحمار أن يختفي ولاسيما عندما ينهق”.

وبالعودة إلى التاريخ يعتبر الحمار أقدم صديق للإنسان، ولا ينافسه في هذه الصداقة المتينة إلا الكلب، إذ كان منذ القدم رفيقه ومساعده الشخصي والحمّال الذي يعمل معه طوال اليوم، ولا يحصل إلا على أجر زهيد من الطعام والماء لا أكثر.

وفيما تستعمل الشعوب العربية الحمار للتحقير وتقليل الشأن، يقوم الحزب الديموقراطي الأمريكي باتخاذ الحمار شعاراً له للدلالة على العناد والصبر والحكمة.

أما في أوروبا وخصوصاً في بريطانيا، يحظى الحمار بحقوقه الكاملة وبمكافأة عادلة تتماشى مع طبيعة عمله المتعبة، كما يعتبر من الحيوانات القليلة التي يسمح لها بالتنقل بحرية في الحدائق.