تخطى إلى المحتوى

معلومات جديدة حول المخافر التركية التي وجدت لحماية إدلب

بعد أن أوشكت القوات التركية على الانتهاء من ترتيباتها بخصوص إقامة مخافر مراقبة في محافظة إدلب شمال سوريا، تهدف بذلك بحسب قولها للحد من القصف المدفعي والصاروخي والجوي لنظام الأسد والذي تتعرض له مدن وبلدات عديدة في الشمال السوري المحرر.

حيث كانت قد بدأت مؤخراً فرق الهندسة العسكرية التركية بتجهيز مواقع لإنشاء مخافر مراقبة بالقرب من نقاط التماس مع قوات الأسد، وخاصةً في نقطتي المراقبة في تل الطوقان والصرمان بريف إدلب الجنوبي الشرقي.

وقد قامت “أورينت نت” بإجراء تقريرٍ حول هذه المخافر التركية والأهدف منها، وقد أجرت لقاءات مع عدد من الباحثين السوريين والمهتمين في الشأن التركي للحديث معه في هذا الخصوص.

حيث يقول الباحث في الشؤون التركية والأستاذ في جامعة كاراتكن التركية “قتيبة الفرحات” أن الغاية الأساسية من نشر المخافر التركية هي سد ذريعة أمام نظام الأسد للحد من قصفه للمناطق المحررة والسيطرة على الطريق الدولية كاملة.

ولذلك يقول “الفرحات” أن نشر المخافر لن يتم في البلدات والقرى لأن ذلك مكلف وغير واقعي، لذا ستقوم تركيا بالانتشار على طول الطريق الدولية دمشق – حلب لإيصال رسالة إلى الأطراف المعنية بأن تركيا تنفذ الاستحقاقات الموكلة على عاتقها.

ويرى “الفرحات” أن خطوة نشر مخافر المراقبة التركية لن تحد من قصف نظام الأسد للقرى والبلدات، لأن نظام الأسد لا عهد له وغير معني بأي ميثاق بل يسعى على الدوام إلى إفشال أي جهود رامية للاستقرار.

ويشير “الفرحات” أيضاً إلى أن نظام الأسد يقوم على خلق المشاكل والتذرع بالإرهـ.اب للخلاص من المعارضين لحكمه بالقصف أو التهجير، ويضيف “الفرحات” أن من احتمال قليل أن تخف وتيرة القصف عما كانت عليه سابقاً لأن الخطة التركية تسعى إلى التحكم بالقرار السياسي في إدلب شيئاً فشيئاً، وإبعاد من تصفه روسيا بالإرهـ.اب عن الساحة في إدلب.

وبينما يقول الناشط الصحفي “محمد البلعاس” أن المخافر التركية لن تنشر إلا إذا اتخذ قرار بوقف القصف لأن وجود النقاط التركية لا يختلف عن وجود المخافر، وربما يكون وجود النقاط التركية أهم لأن مهمتها مراقبة الخروقات والتقنيات المتواجدة فيها قد لا تتواجد في المخافر، حيث أن وجودها لن يثني نظام الأسد عن مواصلة قصفه على المناطق المحررة.

ويضيف “البلعاس” أن المخافر التركية ستكون فقط خط فاصل بين مناطق سيطرة الفصائل ومناطق سيطرة نظام الأسد، كما أن انتشار المخافر التركية لا يعتبر تغلغلاً تركياً في إدلب، وخصوصاً أن النقاط التركية موجودة والشارع لا يعارض أي وجود تركي، لذلك فإن الساحة مفتوحة أمام الأتراك والمخافر ستكون نقاط دعم إضافي لنقاط المراقبة التركية.

ومن جهته يقول الباحث في الشؤون السياسية “محمد خير الشرتح أن أسباب القصف المستمر على إدلب يعود إلى الخلاف الروسي التركي حول منطقة شرق الفرات، فالروس يريدون دخول قوات روسية بالإشتراك مع الأتراك إلى المنطقة الآمنة وسط رفض تركي، وهو ما يدفع الروس للضغط في إدلب من خلال القصف ومحاولة خلق فوضى بين المدنيين السورين في المناطق المحررة وبين الأتراك”.

كما يضيف “الشرتح” أن خطة نشر المخافر التركية هي خطوة باتجاه إجبار الروس على التخفيف من القصف المدفعي على القرى والبلدات بريف إدلب من خلال تواجدهم في هذه المناطق، ومن أجل إعادة الحاضنة الشعبية التي بدأت تركيا تفقدها نتيجة عدم ردها على خروقات قوات الأسد والتي سببت استشهاد وجرح المئات من المدنيين.

مدونة هادي العبد الله

الوسوم: