برنامج “حكم العدالة” والذي كان السوريون منذ عام 42 عاماً يلتفون حول أجهزة الراديو كل يوم ثلاثاء أسبوعياً عند الساعة الواحدة والنصف ظهراً، من أجل الاستماع إلى هذا البرنامج، والذي كانت تبثه إذاعة دمشق.
ويتناول البرنامج حكايات عن الجريـ.مة، يرويها ممثلون سوريون بأسلوب درامي، وكان قد نال عدد من الجوائز الفنية في مختلف البلدان العربية، إلا انه وبعد كل هذه السنين عاد البرنامج بعد قرار من المسؤولين عن البرنامج بإعادة إذاعته من جديد وعبر الإنترنت أيضاً.
وكان البرنامج يركز في الفترة السابقة على تناول الجـ.رائم الاجتماعية والجنـ.ائية بطريقة درامية مشوقة، ولكن خلال فترة الحرب في سوريا انتقل البرنامج إلى موضوع الجـ.رائم ذات الصلة بالإرهـ.اب، والمعادية لقضية الثورة التي حصلت في سوريا.
موضوع إعادة البرنامج إلى الواجهة من جديد، أشعل مواقع التواصل الاجتماعي لتوجيه انتقادات واسعة لنظام الأسد والتي اعتبرت أن داخل سوريا يوجد حكم فقط، ولا يوجد أي عدالة، لأن كل ما اقترفه ويقترفه نظام الأسد بحق المدنيين السوريين يحتاج إلى ملايين من البرامج التي تتحدث عن العدالة حتى ينال مقترفيها جراء ما اقترفت أيديهم.
بينما ينتقد آخرون البرنامج بأن “الذكاء الخارق للمساعد جميل في البرنامج، وكيفية حل الجـ.رائم والتحليلات المنطقية المحيطة بالقصة والأدلة الدامغة، وكأن القصة منقولة عن أحد اقسام الشرطة في سويسرا وليس في سوريا”.
حيث أن حلقات البرنامج، الذي كان يتم بثه إذاعياً منذ 42 عاماً، والتي كتبها المحامي والكاتب الدرامي السوري “هائل اليوسفي”، والذي توفي في عام 2012، تعتمد بشكل أساسي على قصص حقيقية لجـ.رائم تقضي فيها المحاكم السورية في تلك الأيام.
كما أنه على مر تلك الفترة الطويلة شارك العديد من الممثلين السوريين في حلقات البرنامج، ومن هؤلاء الممثلين “سعيد عبد السلام” و”هالة حسني” و”هاني شاهين” و”رياض نحاس” و”صالح الحايك” و”أحمد مللي”.
حيث قال الممثل “سعيد عبد السلام” إن البرنامج ما زال يجذب المستمعين لأنه موجه لكل الناس، مضيفاً أن البرنامج كان له جمهور كبير لأنه يحاكي كل الشرائح الاجتماعية، وهو يعني بتثقيف وإرشاد وتنبيه الإنسان بأن يسلك الطريق الصحيح.
الجدير بالذكر أنه أصبح أغلب المواطنين داخل مناطق سيطرة النظام يتابعون البرامج الإذاعية في الفترة الأخيرة بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء وساعات التقنين.
كما كان برنامج “حكم العدالة” قد أنتج تلفزيونياً في عام 2007، إلا أنه لم يحقق النجاح الباهر كما هو الحال في الإذاعة، ونظراً لقلة معدلات المشاهدة وزيادة التكلفة توقف بثه التلفزيوني.
مدونة هادي العبد الله