تحولت عملية تهـ.ريب السوريين من سوريا إلى تركيا إلى تجارة رابحة يعمل بها الكثير من السوريين الموجودين في سوريا أو في تركيا، فالمهم هي أن يتواجد هذا الشخص في منطقة قرب الحدود بين البلدين لتأمين زبائن جدد.
حيث عمد المهـ.ربون من سكان المنطقة إلى فتح مكاتب لهم في القرى الحدودية، حيث يتوجه إليها الراغبون بالعبور، ويتفاوضون على الأسعار وطريقة الوصول إلى تركيا وتاريخ الرحلة.
وتسعى الكثير من العائلات بشكل يومي للعثور على طريق يصل بهم إلى الأراضي التركية، هرباً من الوضع الأمني السيء والقصف المتكرر لقوات الأسد على المناطق المحررة.
إضافةً إلى ندرة فرص العمل وانتشار الفقر، لذلك يتوجه مئات الأشخاص يومياً نحو المناطق الحدودية في ريف إدلب الغربي، وخصوصاً نحو قريتي خربة الجوز والدرية المجاورتين للشريط الحدودي.
وكان قد شهد مطلع العام 2016 تحولاً مفصلياً على صعيد تدفق السوريين إلى تركيا، حيث بدأت حينها السلطات التركية ببناء جدار عازل بدأ من المناطق المقابلة لمدينة كسب بمحافظة اللاذقية، وحتى المناطق التركية المقابلة لمدينة القامشلي بريف الحسكة.
حيث أدى بناء الجدار للحد من تدفق اللاجئين نسبياً، تبع ذلك انتشار كبير الجندرما التركية على الحدود التركية، إضافة إلى وضع أسلحة ذكية كالقناصات الحرارية والآلية والقاذفات الصوتية والكلاب البوليسية، مما يدل على التشديد الأمني على الحدود بين البلدين خلال هذه الفترة أكثر من السابق.
وهنا تتعرض العائلات لاسـ.تغلال المهـ.ربين ومخاطـ.ر المـ.وت على الحدود بسبب التشديد الأمني الكبير من قبل الجانب التركي وضبط الحدود ومنع المهـ.ربين من الدخول.
وفي تجارب بعض الأشخاص الذين حاولوا سابقاً الدخول بهذه الطرق غير الشرعية إلى تركيا، يتحدث أحدهم عن فشل كافة محاولاته بالوصول إلى تركيا وعن طمع واسـ.تغلال المهـ.ربين بشكل كبير، والذين أصبحوا يطلبون مبالغ طائلة لا تقل عن 1000 دولار.
كما أكد هذا الشخص أن دخول النساء بات شبه مستحيل، أما الشباب فدخولهم أصبح صعب جداً، مضيفاً أن هناك طرق كثيرة يعمل المهـ.ربين عليها لإقناع الناس بالذهاب معهم ودفع الأموال، منها أنهم قادرون على الحصول على إذن من قبل الجانب التركي لعبورهم، ولكن هذا الأمر يكلف مبالغ كبيرة جداً، أو أنهم سيدخلون بشكل نظامي من معبر خربة الجوز أو من من معبر هتيا، وكل هذا الكلام فارغ.
ويضيف نفس الشخص بقوله: “إن حالات النصـ.ب كثيرة وتحدث بأساليب مختلفة، لكن على العائلات أن تدرك أن التهـ.ريب في ظل هذه الظروف هو أمر مستحيل، وهناك مخـ.اطر تهـ.دد حياتهم وحياة أطفالهم في حال قرروا الاعتماد على هذا الأسلوب.
والجدير بالذكر أن هنالك محاولات يومية يقوم بها الكثير من الشباب عبر الجبال الوعرة الفاصلة بين الطرفين السوري والتركي، بسبب اقتصار عمل المعابر البرية بين الجانبين على الحالات المرضية الحرجة وعلى دخول وخروج الأطباء والعسكريين، وهو ما يجعل الدخول من المعبر أمراً مستحيلاً أيضاً.
حيث قتـ.لت امرأة وأصيب اثنين بجروح خط.يرة قبل عدة أيام جراء استهداف باصاً كان يقلهم من قرية الدرية أثناء محاولة عبورهم إلى تركيا وذلك من قبل حرس الحدود التركية، والتي عمدت مؤخراً إلى نشر مناشير ورقية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي تحـ.ذر فيها الأهالي من مخـ.اطر الوقوع في يد المهـ.ربين الذين يعدون بإدخالهم إلى تركيا.
مدونة هادي العبد الله