تخطى إلى المحتوى

تصريحات للرئيس التركي حول المنطقة الآمنة وسوريا

قال الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” إنه ليس بوسع بلاده أن تقبل أن يتم تسليم السـيطرة على المنطقة الآمنة المتفق على إقامتها في شمال سوريا إلى أي جهة أخرى.

وقال أردوغان في مقابلة بثتها قناتي “24 TV” و”TV 360″ التلفزيونيتين التركيتين، يوم أمس الأربعاء، “تركيا لا توافق على منح السيطرة على المنطقة الآمنة لأي جهة غيرها، لأنه يمكن في أي لحظة مهـ.اجمتنا انطلاقاً منها”.

وبخصوص المنطقة الآمنة التي يتم التباحث بشأنها حالياً في شمال سوريا، قال “أردوغان” إن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” أظهر موقفاً حازماً خلال هذه المرحلة بخصوصها.

وأوضح “أردوغان” بخصوص الانسحاب الأمريكي من شمال سوريا، أنه “يمكن للأمريكيين أخذ أسلحتهم معهم إذا رغبوا، أو بيعها لنا، لكن عليهم ألا يمنحوها للإرهـ.ابيين”.

وفيما يتعلق بمسألة منظومة الدفاع الصاروخي الروسية (إس-400)، أكد “أردوغان” إن بلاده لن تتراجع عن شراء منظومة (إس-400) للدفاع الصاروخي الروسية الصنع، مستطرداً بأن أنقرة ربما تدرس لاحقاً حيازة منظومة صواريخ (إس-500).

الجدير بالذكر أن الإدارة الأمريكية بعد أن أعلنت عزمها سحب كامل قواتها العسكرية الموجودة في سوريا، عادت لتقول إنه ليس لديها مخطط زمني لعملية الانسحاب تلك، وإنها ربما تحتاج ما بين الأربعة إلى الستة أشهر للانتهاء من ذلك.

لتصرح المتحدثة باسم البيت الابيض لاحقاً أن واشنطن قررت الابقاء على مجموعة صغيرة لحفظ السلام تتألف من نحو 200 جندي أمريكي في سوريا لفترة من الوقت.

وبعدها بأيام قليلة يفاجئ الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” الجميع بقراره الإبقاء على 400 جندي، مقسمين بين المنطقة الآمنة التي يجري التفاوض بشأنها في شمال شرق سوريا، وبين القاعدة الأمريكية قرب الحدود مع العراق والأردن، مؤكداً أن ذلك لا يعني تراجعاً عن قراره الخاص بسحب قواته.

لتبدأ حقيقة النوايا الأمريكية تجاه سوريا وتركيا بالظهور تدريجياً، وهى النوايا التي أفصح عنها بوضوح بيان وزارة الدفاع الأمريكية، الذى أعلن أن واشنطن ستبقي بضع مئات من جنودها شمال شرقي سوريا، كنواة أولى في القوة الدولية التي سيتم تشكيلها لإقامة المنطقة الامنة، وذلك لضمان إرساء الاستقرار، ومنع عودة تنظيم “داعش”.

إلا أن أحد المسؤولين العسكريين كان قد أوضح لوكالة الأناضول التركية أن القوة المذكورة ستشكل من قوات ألمانية وفرنسية ويمكن أن تشارك دول عربية بذلك، وأن القوات التركية لن تدخل المنطقة الآمنة، هكذا وبصورة قاطعة.

ما يعني أن جميع الاتصالات والزيارات والمباحثات التي كانت تجرى منذ إعلان “ترامب” الانسحاب من سوريا وحتى الآن كانت مجرد مناورة، الهدف منها منع القوات التركية من القيام بالعملية العسكرية التي أعلن عنها الرئيس “أردوغان” لتطهير شمال شرق سوريا من التنظيمات الإرهـ.ابية.

يشار إلى أن رد الرئيس “أردوغان” على كل ذلك كان بجملة “نحن من سيكون هناك” التي قالها منذ أيامفي إشارةٍ إلى المخططات الامريكية – الأوربية المشتركة بشأن المنطقة الآمنة، في تصريح لا لبس فيه، مؤكداً من خلاله على إصرار أنقرة على تولي مهمة إقامة المنطقة الآمنة والإشراف الكامل عليها بمفردها.

مدونة هادي العبد الله