تخطى إلى المحتوى

زار سوريا ليتعلم اللغة العربية فأمضى 21 عاماً في السِـجن

لمن لا يعرف “رياض أولر” المواطن التركي من مواليد تركيا 1974، والذي أمضى قرابة نصف حياته في سـ.جون الأسد لمدة 21 عاماً، بدأت بتاريخ 20/05/1996 واستمرت فترة اعتقـ.اله حتى أفرج عنه بتاريخ 24/12/2016.

حيث كان قد أمضى ما يقارب السبعة عشر عاماً متنقلاً بين أفرع المخـابرات السورية جميعها بالإضافة إلى سـ.جن صيدنايا ، لينتهي به المطاف في آخر 4 سنوات داخل سجـ.ن عدرا أو ما يعرف بـ “سـ،جن دمشق المركزي”.

توقيف “رياض أولر” جاء بعدما نسبت له أكثر من تهمة ومنها محاولة اقتطاع الأراضي السورية وضمها إلى دولة أجنبية مـ.عادية، بالإضافة إلى التهـ.ريب عبر الحدود السورية.

وقد قام عناصر المخابرات والأمن بأخذ هذه الاعترافات منه، بتعرضه لمختلف وسائل الضغط

حيث استمر توقيف زوجته داخل أفرع الأمن لمدة 5 سنوات إلا أن “رياض” لم يعترف بأي شيء بسبب عدم ارتكابه شيء، ليتم إطلاق سراح زوجته بعد ذلك ومتابعة تنفيذ الحكم بحق “رياض” داخل سجون الأسد.

حيث أن وجود “رياض” داخل سجون الأسد لم يكن رسمياً، فكان بحكم المختطف لخمسة عشر عاماً، وبالتالي لم تفتح له الزيارات قبل انقضاء هذه المدة، وعندما فتحت له الزيارات لم يصدق، وظنها كذبة جديدة.

وبقي ينتظر “رياض” إلى أن زاره أخوه الذي استطاع التعرف إليه بصعوبة، حيث كان قد زاره مرتين قبيل اندلاع الثورة السورية عام 2011، والتي على إثرها طلب “رياض” من أخوه عدم القدوم إلى سوريا مجدداً حرصاً على سلامته.

أتقن رياض اللغة العربية التي لم يكن يعرفها قبل اعتقاله تحت ضربات السياط والتعـ.ذيب، حيث أبدع “رياض” داخل السجن أشعاراً رائعة بلغته التركية، ومنذ بداية الثورة السورية بدأ “رياض” بتأليف الشعر باللغة العربية، واستطاع أن يخرج بعضاً من هذه الأشعار تهريباً من السجن مع بعض الأشخاص المفرج عنهم.

كما أن هنالك قصيدة كان قد كتبها “رياض” خلال عام 2012 وتم تهريبها إلى خارج السجن، قصيدة “رياض” التي تحمله من خلف قضبان سجنه إلى متاهات الحياة والحرية والعشق.

فجمال روحه ورقة مشاعره وإبداعاته لم تكن قد جفت بعد كل الذي ذاقه على أيدي جلاديه، فكان عندما يبدع قلمه تخرج كتاباته المليئة برائحة الحرية والثورة إلى النور.

الجدير بالذكر أن أول قصيدة استطاع “رياض” تهريبها من داخل سجن عدرا كانت قصيدة “أعلنك ثورة” باللغة العربي

مدونة هادي العبد الله