تخطى إلى المحتوى

روسيا تسعى إلى حلّ ملف إدلب نهائياً بهذه الخطة

بعد قيام الروس بإعادة التنسيق مع الأتراك بخصوص استكمال تطبيق بنود اتفاق سوتشي، المنعقد في 17 أيلول الماضي بين تركيا وروسيا، والخاص بإنشاء منطقة منزوعة السـ.لاح في ريفي إدلب وحماة، وبعمق 15 إلى 20 كيلومتراً، وتسيير دوريات مشتركة بين الجانبين.

ومع توقف نسبي للتصـ.عيد يوم الجمعة الفائت والذي كان قد بدأه نظام الأسد، على أرياف إدلب وحماة منذ بداية شباط الماضي، حيث جاء إيقاف القصـ.ف نسبيا بقرار روسي، ما يعني أنه كان قد بدأ أيضاً بقرار روسي.

فعلى الرغم من أن هدف نظام الأسد ومن خلفه إيران، هو خـ.رق الاتفاق وخلط الأوراق في إدلب، استعداداً لعمل عسـ.كري لاستعادتها، كونها المنطقة الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة السورية.

بينما كان هدف روسيا من استمرار قصـ.ف النظام هو إحداث ضغوط من المدنيين ومن الفصائل على تركيا، للمفاوضة على وقف القصـ.ف، وتسيير دوريات تركية وروسية على طرفي الحدود بين النظام والمعارضة، تمهيداً لفتح الطريقين الدوليين الرئيسيين، دمشق – حلب، واللاذقية – حلب.

حيث بدأ تطبيق التنسيق الجديد الروسي – التركي، بتسيير دوريات تركية في ثلاث نقاط في ريف حلب، وكل دورية هي عبارة عن عربتين مصفحتين تركيتين برفقة سيارتين من فصيل فيلق الشام، تقوم يومياً بثلاث جولات ذهاباً وإياباً بين نقاط المراقبة في ريف حلب، ومزودة بأجهزة رصد لتبليغ الروس بمواقع القصف، والذين بدورهم يسيرون طائرات استطلاع، وينشرون دورياتهم على الخط المحاذي في مناطق سيطرة نظام الأسد.

كما أن إدخال تركيا لفيلق الشام ضمن دوريات المراقبة له دلالات كبيرة، على صعيد تشكيل أمر واقع على هيئة تحرير الشام قبوله، في خطوة تشكل ضغطاً كبيراً وتحدياً للهيئة، والتي روجت في الفترة الأخيرة أنها تسيطر على كامل المنطقة، وذلك عبر حكومة الإنقاذ التابعة لها مع صمت بقية فصائل المعارضة المعتدلة.

إلا أنه ومع التأكيد على إبقاء الولايات المتحدة الأمريكية لقواتها في شرق الفرات، ونواياها بعدم إشراك روسيا ونظام الأسد في المنطقة الآمنة، والاكتفاء بالتنسيق مع الأتراك حولها، مما جعل روسيا تضغط لحل ملف إدلب، وهو ما بدا واضحاً في تصريحات “لافروف” الأخيرة في الكويت، بأن “اتفاق سوتشي حول إدلب لم ينفذ بحذافيره”، لذلك تريد موسكو من أنقرة الإسراع في حل مسألة الفصائل المتطـ.رفة المعطلة للاتفاقات بين الجانبين في منطقة إدلب.

كما تتمسك الدول الضامنة “روسيا وإيران وتركيا” بتحالف أستانة، فطهران تربط مصير بقائها في سوريا ببقاء الأسد، وتعلن بأن لها ديوناً على نظام الأسد، وعليه الإيفاء بها، وهي متوغـ.لة عسكرياً وسياسياً في قرارات النظام، ولن تتنازل بسهولة عما صرفته في سوريا لمصلحة روسيا، ولذلك استدعت “الأسد” إلى طهران الأسبوع الماضي.

بينما تربط أنقرة حصتها في سوريا برعايتها للمعارضة العسكرية في الداخل السوري، والمعارضة السياسية في تركيا، وسعيها إلى تطبيق الحل السياسي ضمن تحالف أستانة، في حين أن حل المخاوف الأمنية التركية شرق الفرات يعتمد على التنسيق مع واشنطن فقط.

النوايا الروسية الخفية في سوريا

إلا أن موسكو تريد التفرد في الشأن السوري، وهذا يوجب عليها العمل في ملفات منفصلة: تنسيق دائم مع واشنطن، وهو ما أكده “لافروف” مؤخراً في الكويت، وبإجراء تغيير سياسي في النظام تفرضه العقـ.وبات الدولية عليه وعلى أركانه، والتنسيق مع إسرائيل حول فتح الأجواء السورية لها لاستئناف قصـ.ف المواقع الإيرانية على الأراضي السورية، إلى جانب محاولة موسكو أيضاً فتح ملفات التطبيع مع النظام وإعادته إلى الجامعة العربية، وملف إعادة الإعمار، وعودة اللاجئين.

ولهذه الأسباب تسعى موسكو إلى إجراء تحالف عربي مع دول الخليج بخصوص سوريا، ما سيحـ.د من النفوذين التركي والإيراني، حيث تحتاج موسكو إلى الأموال الخليجية، من أجل المضي في مشاريع إعادة الإعمار، وحصد غنائم احتلالها لسوريا، وهو الهدف الأساسي لتدخلها العسـ.كري في عام 2015.

بينما يرى محللون أن في المستجدات الحالية أن روسيا تبحث عن بدائل لتحالف أستانة، بالإضافة إلى رغبتها بانهيار اتفاق سوتشي في إدلب، وهو ما حدث مع أول يوم بعد تسيير الدوريات العسكرية التركية، حيث عاد القصـ.ف في المساء إلى كافة المناطق المحررة، وهو ما دفع تركيا إلى الإعلان عن توقف دورياتها، وذلك من أجل إلزام نظام الأسد بقرار وقف إطلاق النار.

حيث أعلنت موسكو، خلال زيارة “نتنياهو” للكرملين آخر شهر شباط 2019، عن إنشاء مجموعة عمل لإبعاد القوات الأجنبية من سوريا “والتي يقصد بها إيران على العلن، وفي الخفاء تركيا أيضاً”، حيث ستضم المجموعة كل من إسرائيل، ودول عربية وخليجية، وهو ما سينهي الاتفاقات الروسية مع تركيا وإيران على الأغلب.

مدونة هادي العبد الله

الوسوم: