كشفت صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية أن الروس يشعرون بالتقـ.صير من جهة رأس النظام “بشار الأسد”، والذي رجحت كفة بقاء نظامه عقب تدخل روسيا إلى جانبه.
وفي تقريرها، قالت الصحيفة إن روسيا قررت التدخل في سوريا بعدما أقنعها “قاسـ.م سليـ.ماني” بأن القواعد الروسية العسـ.كرية في طرطوس واللاذقية، ستكون بخطـ.ر في حال سقط الأسد، مشيرةً إلى أن موسكو تحركت حينذاك وأنفقت ملايين الدولارات، على الرغم من تـ.دهور الأوضاع الاقتصادية في روسيا في ذلك الوقت.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول غربي رفيع المستوى، قوله: “الإشارات كلها توحي إلى أن الروس يشعرون نوعاً ما بما يمكن وصفه بالندم ما بعد الشراء”، مضيفاً: “الآن مع اقتراب الصراع من نهايته، يجد الروس أن الأسد حدد مجموعة من الأولويات الجديدة له”.
وشرحت الصحيفة بأن مخاوف موسكو تنبع من إدراكها بأن الأسد يبدي اهتماماً أكبر ببناء تحالف أوثق مع إيران في الفترة الحالية، لافتةً إلى أن التحالف الذي جمع روسيا وإيران في سوريا بهدف إنقاذ الأسد لم يتسم بالسلاسة، وإلى أن البلدين يعملان على تنفيذ أجندتين مختلفتين في مناطق أخرى.
وأوضحت الصحيفة أن موسكو أملت في أن تساعدها مغامرتها في سوريا، على تعزيز وجودها في العالم العربي الأوسع، لاسيما في الوقت الذي لم تعد فيه واشنطن حليفة يمكن الاعتماد عليها بالنسبة إلى عدد كبير من زعماء المنطقة.
أما إيران، فبينت الصحيفة أن تدخلها في سوريا تركز على تعزيز نفوذها على حكومة الأسد، الأمر الذي مكنها من توسيع نفوذها العسكري في المنطقة أيضاً، مشيرةً إلى طهران تعتقد اليوم أنها الشريك الأساسي في علاقتها مع نظام الأسد.
وفيما لفتت الصحيفة إلى أن بوتين غض النظر عن الغارات الإسرائيلية على سوريا، رأت أن المنافسة بين موسكو وطهران في دمشق باتت علنية، وذلك بعد زيارة الأسد إلى إيران، والتي صرح منها بأن طهران تمثل شريكاً استراتيجياً ثميناً بالنسبة إلى سوريا، معتبرةً أن توجه “بشار الأسد” إلى طهران وليس موسكو دليل عن أولوياته الجديدة.
وكان قد أعلنت إيران مؤخراً على لسان المساعد الخاص لوزير الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية “حسين جابري أنصاري”، أن “هناك اختلاف في وجهات النظر بين طهران وموسكو بما يخص إسرائيل”، مع التأكيد على “وجود مصالح مشتركة مع روسيا في سوريا”.
حيث أن كلام الإيراني “حسين جابري أنصاري” جاء رداً على تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي “سيرغي ريابكوف”، والتي قال فيها إن “روسيا حريصة على أمن إسرائيل وتعتبره أهمية قصوى بالنسبة لها”.
وسبق أن اتهـ.م رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، “حشمت الله فلاحت بيشه”، القوات الروسية بتعطيل منظومة “S-300” في سوريا خلال الغارات الإسرائيلية على مواقع نظام الأسد وإيران في سوريا.
مدونة هادي العبد الله