تخطى إلى المحتوى

رغم الاتفاق مع تركيا .. سبب سماح روسيا للنظام بقصف إدلب

تطرح عمليات القصف المستمرة من قوات نظام الأسد على المناطق المحررة في شمال غرب سوريا العديد من التساؤلات حول جدية النظام وحلفائه في تطبيق بنود الاتفاق الروسي التركي.

كما جاء القصف من قوات نظام الأسد عقب ساعات من الهدوء وتسيير القوات التركية لأول مرة دورية عسكـ.رية لمراقبة تطبيق اتفاق المنطقة .

مصادر القصف “روسية”

الغريب بالأمر أن المواقع التي يصدر القصف منها على المناطق المشمولة بالاتفاق الروسي التركي، تتمركز فيها ميليشيـ.ات محلية تدار من قبل روسيا وليس من قبل إيران، مما يترك مجالاً للتساؤل حول سبب سماح موسكو بالقصف على الرغم من التفاهم مع تركيا حول تطبيق الاتفاقات بين الجانبين.

حيث أن مصادر القصف هي معسكر الكبارية في معردس، والمعسكر الروسي في صوران، والمعسكر الروسي في حلفايا، ونقطة المدفعية الروسية في قبيبات أبو الهدى، ونقطة أبو دالي وكل هذه النقاط في ريف حماة الشمالي.

وتتمركز في تلك المعسكرات قوات النظام والميليشيـ.ات المحلية التي تتلقى الدعم من روسيا إلى جانب بعض القوات الروسية.

كما يثيـ.ر القصف المتواصل أسئلة متعددة حول جدية الجانب الروسي في تجنيب المنطقة صـ.راعاً جديداً، وخصوصاً أن الروس لم تضغط على نظام الأسد لإيقاف القصف حتى الآن.

حيث تشير التوقعات إلى أن موسكو تعمل على دفع شمال غرب سوريا إلى المزيد من التوتـ.ر، في محاولة لانتزاع السيطرة عليه، أو على الأقل السيطرة على ريف إدلب الجنوبي، ومناطق في ريف إدلب الغربي.

إلا أنه بعد يوم على بدء تسيير الدوريات التركية، قصفت قوات النظام أمس السبت بالمدفعية والصواريخ، أحياء ومحيط مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، كما قصفت بالمدفعية مدينة قلعة المضيق وقرية الحويز بريف حماة الغربي، بالتزامن مع تحليق طائرة حربية روسية فوق جبل الزاوية وجبل شحشبو، ومنطقة سهل الغاب شمال غربي مدينة حماة.

الجدير بالذكر أنه لم يتوقف القصف المدفعي من قبل قوات النظام طيلة الشهر الماضي، فيما لا تزال المعارضة السورية تحاول مساعدة الجانب التركي في تطبيق الاتفاق، ولم تنساق وراء محاولات النظام نسـ.ف اتفاق “سوتشي”، ولا سيما أن أي تصعيد يخرج عن السيطرة في المنطقة ستنتج عنه مخـ.اطر عديدة، تهـ.دد نحو 4 ملايين مدني يعيشون في تلك المناطق.

المعارضة السورية تعيد ترتيب أوراقها

وتشهد الأيام القادمة محاولة المعارضة السورية ترتيب أوراقها استعداداً للمرحلة المقبلة، والتي ربما تشهد انهيار اتفاق “سوتشي” المبرم بين الروس والأتراك في 17 أيلول الماضي، وتم بموجبه إنشاء منطقة آمنة في محيط إدلب بين مناطق النظام والمعارضة، بحدود تراوحت بين 15 و20 كيلومتراً، وخالية من السـ.لاح الثقيل.

حيث تسعى المعارضة السورية إلى توحيد صفوفها العسكرية والسياسية، لا في ملف محافظة إدلب ومحيطها فقط، بل على صعد مختلفة، في ظل تراجع الآمال في تحقيق أي خطوات جدية في طريق الحل السياسي للأوضاع في البلاد.

ومن المقرر أن تعقد قوى المعارضة السورية اجتماعاً موسعاً خلال الفترة المقبلة في مدينة أنطاكيا جنوب تركيا، وذلك بهدف بحث مصير إدلب، وقضايا أخرى، منها مصير الحكومة المؤقتة التي استقال رئيسها “جواد أبو حطب”، وذلك بتاريخ 14 آذار الجاري.

حيث أوضحت بعض المصادر من المعارضة، أن الاجتماع سيتضمن موقفاً تجاه “هيئة تحرير الشام”، التي لا تزال تشكل مدخلاً واسعاً للنظام وحلفائه للفتـ.ك بالمدنيين وبالمعارضة السورية في إدلب، بسبب رفضها حل نفسها لسحب ذرائع أي تدخل عسكـ.ري في منطقة إدلب.

وبينت المصادر أن الاجتماع سيكون بحضور ممثلين عن كل من قيادة الجيش الوطني، وقيادة الجبهة الوطنية للتحرير، ورئاسة هيئة المفاوضات السورية، ورئاسة الائتلاف الوطني، ورئاسة وفد أستانة، ورئاسة المجلس الإسلامي السوري.

مدونة هادي العبد الله