تأجلت الزيارة المقررة لوزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” إلى تركيا، للمرة الثانية خلال أسبوع، والتي حملت في طياتها دلائل تشير إلى تصاعد الخلافات بين الطرفين على ضوء تطور الأوضاع في محافظة إدلب.
وخاصةً بسبب زيادة الضربات الجوية التي يشنها سواءأ أكان طيراناً روسياً أو تابعاً للنظام في المنطقة منـ.زوعة الـ.سلاح المتفق عليها بين تركيا وروسيا في شمال غربي سوريا.
وكانت وسائل إعلام روسية قد نقلت رواية رسمية للخارجية الروسية يوم الجمعة الفائت، أن أسباب التأجيل هي فنية مرتبطة بجدول أعمال وزير الخارجية التركي “مولود تشاووش أوغلو”، ولكن صحف روسية لفتت إلى أن التأجيل الذي أعلن أول من أمس، يعكس وجود تباين في وجهات النظر على أجندة اللقاء وأهدافه.
حيث تشير وسائل الإعلام الروسية إلى وجود استياء تركي سببه الغـ.ارات الروسية على ريف إدلب في الأيام الماضية، ولوحظ أن موسكو نفت أول مرةٍ توجيه ضربات جوية قرب منطقة جسر الشغور، إلا أنها في المرة الثانية أعلنت أنها استهدفت مواقع تمركز “هيئة تحرير الشام” بضربات دقيقة تم تنسيقها مع تركيا.
كما أوردت موسكو معلومات حول قيامها بذلك، بقولها أن “هيئة تحرير الشام” تقوم بتحضيرات لشـ.ن هـ.جمات على قاعدة حميميم الروسية عبر الطائرات المسيرة، التي كانت تخزنها في نفس الموقع التي كانت قد أغارت عليه الطائرات الروسية في إدلب.
وعلى الرغم من أن القوات التركية بدأت بتسيير دورياتها ضمن المنطقة منـ.زوعة الـ.سلاح المتفق عليها في اتفاق سوتشي في أيلول الماضي، إلا أن موسكو حـ.ذرت من أن أنقرة فشلت حتى الآن في تنفيذ ما وعدت به.
حيث أعلن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، ونظيره التركي “رجب طيب أردوغان”، عقب لقائهما في سوتشي، التوصل إلى هذا الاتفاق الذي نص أيضاً على قيام تركيا بفصل “هيئة تحرير الشام” عن المعارضة السورية المعتدلة في إدلب، دون أن ينفذ ذلك.
لتعود وتكرر الخارجية الروسية يوم الجمعة الفائت، توجيه تحـ.ذيرات مماثلة، حيث قالت الناطقة باسمها “ماريا زاخاروفا” إن “موسكو تراقب الوضع في إدلب السورية عن كثب”، مشيرةً إلى أن “مسـ.لحي هيئة تحرير الشام يحضرون هناك لشـ.ن هجـ.وم كيماوي مفبـ.رك.
وبحسب الخبراء والمحللين إن هذه المعلومات والتحـ.ذيرات التي تبعث بها روسيا، هي تمهيد روسي لتوجيه المزيد من الضربات في منطقة اتفاق سوتشي بعيداً عن الاعتراضات التركية أو الدولية.
الجدير بالذكر أن التصعيد الأخير في محافظة إدلب، سيفتح الباب واسعاً أمام تكهنات بتـ.وتر العلاقات الروسية التركية، والتي تضع اتفاق سوتشي في مهب الريح، وتدفع نحو سيناريو العمل العسكـ.ري في محافظة إدلب إلى الواجهة، رغم ما قد يحمله من كـ.ارثة إنسانية.
مدونة هادي العبد الله