يترقب السوريون والأتراك الانتخابات المحلية التركية القادمة والمقرر إجراؤها في 31 آذار الحالي، وسط تركيز على البلديات الكبرى وأهمها إسطنبول وأنقرة.
وعلى اعتبار أن الأحزاب التركية المعارضة لحزب “العدالة والتنمية” كانت قد صرحت في أكثر من مناسبة نيتها إعادة السوريين إلى بلادهم في حال فوزها، لاكتساب المزيد من الأصوات.
دور البلديات التركية في إدارة البلاد مستقبلاً
فإدارة البلديات في ظاهرها عمل مهني خدماتي بعيد عن السياسة، إلا أنها في تركيا تمثل اهتماماً خاصاً للأحزاب السياسية، لأنها تتحكم في مستقبلها وتأثيـ.رها شعبياً، كما أنها ركيزة مهمة في العمل السياسي على الصعيد المحلي، حيث تعتبر من المحطات الأولى والأساسية للديمقراطية قبل البرلمان والرئاسة.
حيث توجد بلديات كبرى مثل بلديتي إسطنبول وأنقرة، وهذه لها مسؤوليات إدارية ومالية كبيرة، كما أنها تعقد اتفاقيات مع مئات البلديات العربية والعالمية، فبلدية إسطنبول يعمل فيها أكثر من 20 ألف عامل وموظف، ولدى بلدية أنقرة أكثر من 10 آلاف عامل وموظف.
فالعمل في البلديات التركية الكبرى ينطوي على أهمية سياسة وليس خدمية فحسب، فالنجاح الكبير الذي حققه الرئيس “أردوغان” عندما كان رئيساً لبلدية إسطنبول، وتغيير وجه المدينة بعد سنين طويلة من حكم أحزاب فاشلة بالبلديات، كان السبب الأساسي لنجاح “أردوغان” بالانتخابات البرلمانية في عام 2002، وبالانتخابات الرئاسية في عام 2014.
أجواء الانتخابات في إسطنبول وأنقرة
كما تلعب البلديات عموماً وبلديتا أنقرة وإسطنبول خصوصاً دوراً سياسياً مهماً، ويذكر أنها كانت قد ساهمت البلديات بشكل كبير مع جهود مؤسسات أخرى في إحباط المحاولة الانقلابية عام 2016، وبهذا ألقت الضوء على جانب جديد في عمل البلديات، وهو المشاركة الفاعلة في الأحداث السياسية المصيرية، مما يؤكد أن دور البلديات لا يقف عند الإطار الخدماتي فقط.
وبسبب حساسية هذه الانتخابات وأهميتها، والتي سيحمل الفوز بها دلالات سياسية كبيرة، فقد قام حزب “العدالة والتنمية” بتقديم مرشحين من العيار الثقيل للبلديات الكبرى، وفي مقدمتها إسطنبول وأنقرة.
حيث قدم لبلدية إسطنبول “بن علي يلدريم” رئيس البرلمان السابق ورئيس الحكومة السابق، ولبلدية أنقرة “محمد أوزحسكي” نائب رئيس حزب العدالة والتنمية ووزيرالإسكان السابق ورئيس بلدية قيصري لخمس دورات متتالية.
وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم حزب “العدالة والتنمية” بأغلبیة مقبولة في بلدية إسطنبول وبأغلبية طفیفة في بلدية أنقرة والتي تعتبر غیر مطمئنة، وهي ما تجعل انتخابات رئاسة بلدیة أنقرة أصعب على حزب العدالة والتنمية من الانتخابات بإسطنبول.
حيث أن المعارضة التركية في أنقرة قدمت مرشحاً معروفاً هو “منصور يافاش” الذي يلقى الدعم من حزب “الشعب الجمهوري” ومن حزب “الجيد” ومن حزب “الشعوب الديمقراطية”، وهو ما جعل المنافسة قوية جداً بين هذا التحالف المعارض مع مرشح حزب “العدالة والتنمية”.
تاريخ الانتخابات المحلية
وكانت قد بدأت الانتخابات البلدية تكتسب أهمية سياسية كبرى ابتداءاً من عام 1963، نظراً للدور الذي تلعبه في تحديد الحزب الفائز بالانتخابات العامة التالية.
حيث أن حزب “العدالة” (وهو غير الحزب الحاكم الآن) كان قد فاز خلال الستينيات ببلدية إسطنبول، ليقود الانتخابات العامة التالية.
وحدث ذلك أيضاً مع حزب “الشعب الجمهوري” في السبعينيات، وحزب “الوطن الأم” في الثمانينيات، وحزب “الرفاه” في التسعينيات، انتهاءاً بحزب “العدالة والتنمية” (الحاكم الحالي)، والذي حافظ على اكتسـ.احه لبلدية إسطنبول، وما يزال الحزب الحاكم منذ 17 عاماً.
مدونة هادي العبد الله