كشف أحد عناصر مفرزة جمارك تابعة للنظام أنه تم إعفاؤهم من عملهم في الجمارك ونقل بعضهم إلى مؤسسات أخرى، فقط لأنهم تجرأوا وقاموا بمصـ.ادرة بضائع مهـ.ربة كانت موجودة في أحد المستودعات في العاصمة دمشق.
حيث أن البضائع عبارة عن ألبسة تركية مهـ.ربة، وليتبين لهم لاحقاً أن البضائع تعود ملكيتها إلى أحد التجار النافذين في البلد، والذي تربطه علاقة قرابة بأحد الوزراء في حكومة النظام.
وجاءت تلك المعلومات بحسب ما كشفه أحد عناصر الجمارك، من خلال اتصاله الهاتفي مع برنامج “المختار” المحلي الذي يذاع على إذاعة “المدينة إف إم”، وهي إذاعة محلية سورية محسوبة على نظام الأسد، وذلك أثناء استضافة البرنامج للعميد “ميخائيل حداد” الذي يشغل منصب “معاون الآمر العام للجمارك”.
وبحسب رواية العنصر فإن مفرزتهم تلقت طلب من “الآمر العام للجمارك” بمصـ.ادرة البضاعة، وعندما توجهوا إلى المستودع الذي يحوي البضاعة جاءتهم أوامر من “مكتب المدير العام للجمارك” بعدم مصـ.ادرة البضاعة.
إلا أنه ما حصل هو أن مفرزة الجمارك التي تحتوي على هؤلاء العناصر قامت بمصـ.ادرة البضاعة، لأنه اتضح لهم أنها مهـ.ربة بالفعل، إلا أنه صدر أمر بنقل عناصر المفرزة بأكملها، وعددهم 10 عناصر إلى خارج ملاك الجمارك.
وذلك بعد قيام مديرية الجمارك بإخراج البضاعة على أنها من عام 2007 وهي تركية المنشأ، أي أنها نظامية بما أن تاريخ 2007 لم تكن البضاعة التركية مخـ.الفة، بمعنى آخر تم تـ.زوير تاريخ البضاعة، وتمريق القصة، وفق قول العنصر.
حيث تم نقل العناصر إلى وزارة الإدارة المحلية وإلى إدارة الموارد المائية، وتم فصل بعضهم من الخدمة، كما وضع آخرون في السجن، وذلك بعد إحالتهم جميعهم للتحقيق والرقابة الداخلية في وزارة المالية التابعة للنظام.
ومما كشفه عنصر الجمارك الذي اتصل ببرنامج “المختار” أن التاجر النافذ صاحب البضاعة قال لهم بالحرف: “أملك سيارة ثمنها 110 ملايين ليرة سورية، سأعتبرها احتـ.رقت وسأدفع لنقلكم خارج الجمارك، ولن أترككم في عملكم”.
كما أن المحققة التي حققت معهم في قسم الرقابة الداخلية في وزارة المالية، قد هـ.ددتهم أيضاً، وقالت لهم: “والله لربي فيكن الأرض”، وذلك بسبب قرابة تربطها بالتاجر، كما قالت لهم أيضاً: “والله لدفعكن الثمن إنتو ومعلمكن”، بحسب ما قاله أحد العناصر على البرنامج الإذاعي.
وتابع العنصر كلامه: “نحن لم نسـ.ئ بالأدب ولم نقم بأي شيء غير قانوني، وكل ما فعلناه هو التزامنا بالقانون ومصـ.ادرة بضاعة مخـ.الفة، وكل ما حصل ذكرناه في التحقيق الذي لم يأخذ من كلامنا شي”.
وبدوره، تحدث عنصر آخر أيضاً من العناصر المطرودين من الجمارك عن الحادثة قائلاً: “أنا واحد من المقـ.اتلين بقيت في الجبهات لأربع سنوات، وعندما كوفئت وعدت لعملي في الجمارك، تمت إهـ.انتي وإقالتي من الوظيفة، وذنـ.بنا الوحيد أنو قربنا على شب واصل”.
أما رئيس المفرزة التي طرد جميع عناصرها، تحدث أيضاً عن تفاصيل ما حدث حينها قائلاً: “تم صرفي من الخدمة بسبب وصول إخبارية لي عن البضاعة وقيامي باخبار الآمر العام في الجمارك، وتمت إهـ.انتي وإهـ.انة عناصري، وقالوا عني أني فاسـ.د فقط لأني قمت بعملي، وأنا لست فاسـ.داً ولن أسكت عما تعرضنا له من ظـ.لم، ولو كنت فاسـ.داً لكنت أملك الملايين مثل غيري”.
أما معاون الآمر العام للجمارك العميد “ميخائيل حداد” فشرح ما حصل في الحادثة ضمن البرنامج الإذاعي بأنه “تم إخباره بوجود بضاعة مخـ.الفة وذهب عناصر المفرزة للمنطقة وتحفظوا على البضاعة ليلاً، وفي صباح اليوم الثاني أتوا بها للمركز من أجل الكشف عليها”.
وبين العميد “حداد” أنه “تم الكشف على البضاعة من قبل اخصائيين، وأنا صراحةً لا أعلم أن البيان وضع عام 2007 على البضاعة، وكل ما أعلمه أن البضاعة عرضت للكشف، وأفرج عنها بتوقيع المدير العام على أنها مطابقة”.
وشرح العميد “حداد” أن “التاجر اشتكى لعدة جهات، وقامت الرقابة الداخلية باستدعاء العناصر للتحقيق، ولا أعلم ما حصل هناك، ولكن التحقيق انتهى، وبعد 10 أو 15 يوماً تفاجأنا بقرار من رئيس مجلس الوزراء عماد خميس بنقل العناصر خارج الملاك، تنفيذاً للتقرير الرقابي”.
حيث شـ.دد العميد “حداد” على أنهم كإدارة وضابطة لم يكن لهم أي دور لا سـ.لباً ولا إيجاباً بما حصل، وحاولوا الوقوف مع العناصر ولكن قيل لهم ليس معكم صلاحية لتطلعوا على التحقيق، مؤكداً على أن الإدارة العامة للجمارك لا علاقة لها بما جرى، والقرار موقع من قبل رئيس مجلس الوزراء “عماد خميس”.
وتأتي هذه الفضـ.يحة بعد أن كان رئيس حكومة النظام “عماد خميس” قد أعلن في وقتٍ سابق أن العام 2019 سيكون العام الذي ستكون فيها سوريا خالية من المواد المهـ.ربة، ومن ثم انطلقت حملات من الجمارك السورية لمكـ.افحة التهـ.ريب منذ عدة أسابيع والتي تستمر حتى الآن.
وكانت قد صلت قيمة الغـ.رامات التي فرضتها جمارك النظام بحجة مكـ.افحة التهـ.ريب، الكثير من المليارات السورية، وسط توقعات بارتفاع أسعار البضائع ذات النوعيات المصـ.ادرة.
وفي سياق منفصل، كان قد قال رئيس لجنة الإدارة المحلية والخدمات في مجلس شعب النظام “صفوان قربي” إنه لا يوجد موظف فقير ضمن مديرية الجمارك العامة، واصفاً الفسـ.اد داخل المديرية بالكبير.