تخطى إلى المحتوى

قصة خميس الحلاوة تقليد سنوي متوارث منذ مئات السنين في حمص (صور)

ينفرد أهالي محافظة حمص عن غيرهم من سكان المحافظات السورية بعيدٍ خاصٍ بهم يدعى “خميس الحلاوة” أو “خميس الأمـ.وات”، وهو تقليد قديم كان قد درج أهالي حمص عليه في البلاد منذ عدة قرون.

ويصادف هذا العيد يوم الخميس الذي يسبق احتفال المسيـ.حيين الشرقيين بعيد الفصح في شهر نيسان من كل عام، حيث يعرض العديد من المحال التجارية ومنتجو مادة الحلاوة “الحلويات الحمصية المشهورة” في هذا العيد.

حيث أن هذه الحلويات تبدو على شكل مخاريط ضخمة ومنها الحلاوة الخبزية ذات اللونين الأحمر والأبيض والبشمينة والسمسمية والعديد من الأصناف المميزة بمذاقها وجودتها وجميعها من إنتاج محلي تميزت به محافظة حمص على مدى السنين الماضية.

كما يعتبر هذا الطقس الاحتفالي من أكثر الطقوس الشعبية في حمص، وتشمل طقوس هذا اليوم زيارة المقابر، إضافةً إلى توزيع الحلاوة بكافة أنواعها على الفقراء، لإضفاء جو من الألفة والمحبة.

وقبل موعد “خميس الحلاوة” بأيام تبدأ المحال التجارية والبسطات بعرض منتجاتها من الحلاوة الخبزية، بالإضافة إلى حلويات معروفة في حمص كالبشمينة المصنوعة من الدقيق والسمنة والسكر، والسمسمية، والراحة، وبلاط جهنم.

وكانت قد درجت العادة أن تخرج النساء في هذا اليوم لزيارة القبور ووضع الآس والرياحين عليها (أشجار خضراء صغيرة) على قبـ.ور الأمـ.وات.

وكذلك توزيع الحلاوة على الفقراء والأطفال، علماً أن هذا الصنف من الحلويات لم يعد له مكانة إلا في هذا اليوم نظراً لانتشار أنواع كثيرة من الحلويات في السوق جعلت منه صنفاً ثانوياً.

ولاتزال محافظة حمص تحافظ على الاحتفال بـ “خميس الحلاوة” إلى يومنا هذا، وبشكل متفاوت مع اندثار باقي الخميسات في المحافظة.

فيما يتحدث الرجال الكبار في السن عن أن هذا الاحتفال، كان قد أتى بعد الانتصار الذي حققه العرب بقيادة “صلاح الدين الأيوبي” على الصليبيين، وتم تحرير البلاد العربية منهم وخاصة مدينة القدس، وفي غمرة هذه الاحتفالات كانت زيارة قبـ.ور الشـ.هداء والترحم عليهم وتوزيع الحلوى ابتهاجاً بالنصر.

يذكر أن الخميسات السبعة في محافظة حمص هي: “خميس الضايع” وهو الذي ينتظر هلال شباط لتأكيد الشهر، و”خميس الشعنونة” وهو الذي له علاقة بتقلبات مناخ شهر شباط، و”خميس المجنونة” نسبةً لجنون الرياح في شهر شباط.

إضافةً إلى “خميس القطاط” وهو الذي يحل فيه موسم تزاوج القطط، و”خميس النبات” وهو الذي يبدأ فيه تفتح الورود، و”خميس الحلاوة”، و”خميس المشايخ”.

مدونة هادي العبد الله