تخطى إلى المحتوى

هل بدأت نهاية التوافق التركي الروسي في سوريا

ذكرت مجلة الشؤون الخارجية التابعة لوزارة الخارجية الروسية في تقريرٍ لها، أن حديث وسائل الإعلام الغربية عن نهاية التحالف التركي الروسي في سوريا مبالغ فيه إلى حدٍ كبير.

ولفتت المجلة في تقريرها إلى أن تطور العلاقات التجارية والاقتصادية بين أنقرة وموسكو، امتد بشكل طبيعي إلى عالم السياسة أيضاً، كما أن ذلك انعكس في إطار التنسيق بين البلدين في الشأن السوري.

وجاء تقرير المجلة الروسية رداً على مقال كانت قد نشرته صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، تحت عنوان “إدلب: روسيا وتركيا يستعدان للمعـ.ركة النهائية في سوريا”.

حيث تزعم الصحيفة البريطانية في مقالها أن التحالف التركي الروسي في إدلب بدأ ينـ.هار الآن، لأن أنقرة تحاول استكشاف ما إذا كان من الأفضل أن تتعاون مع واشنطن وليس مع موسكو، وفق وصفها.

وترد المجلة الروسية على مقال الصحيفة البريطانية مشيرةً إلى أن “موسكو وأنقرة لا تتفقان تماماً على ما ينبغي أن تكون عليه سوريا بعد انتـ.هاء الحرب”.

حيث أن نقطتي الخلاف الرئيسيتين بين أنقرة وموسكو هي الوضع في إدلب، وفي المناطق الشمالية الشرقية من البلاد التي والتي تسيطر عليها قوات “قسد” (التي تعتبرها تركيا مرتبطة بتنظيم “بي كي كي” المدرج على لائحة الإرهـ.اب لديها).

كما أنه في الوقت الذي تريد فيه روسيا إلحاق هـ.زيمة بـ “هيئة تحرير الشام” المتمركزة في محافظة إدلب، فإن أنقرة تخشى من أن تؤدي العمليات العسكـ.رية في تلك المنطقة إلى موجة جديدة من تدفق اللاجئين إلى أراضيها، بالإضافة إلى ما استقبلته تركيا بالفعل، مما قد يؤجـ.ج الاضطـ.رابات الاجتماعية في تركيا أيضاً.

وأشارت المجلة الروسية في تقريرها إلى أن روسيا ترغب في حل مشكلة إدلب بالتوافق مع تركيا وليس رغماً عنها، ولذلك فإن التعاون الروسي التركي في إدلب ما يزال يسير على الطريق الصحيح، ولا توجد أي علامات على معـ.ركة كبيرة في المدينة.

أما بخصوص القضية الخلافية الثانية بين البلدين والتي تتعلق بالمناطق التي تسيطر عليها قوات “قسد”، حيث تعتقد روسيا أن هذه المناطق يجب أن تكون جزءاً من سوريا الموحدة، في حين أن قلـ.ق أنقرة الرئيسي هو احتمال ظهور دولة كردية على حدودها، وهي النقطة التي تتفق معها موسكو، بحسب تعبيرها.

وترى المجلة الروسية أنه على الرغم من الخلاف بين البلدين، حول تحديد الميليشيات التي تشكل تهـ.ديداً أمنياً لتركيا، فقد أبدت روسيا استعدادها لمناقشة إنشاء مناطق عازلة مؤقتة في شمال سوريا، ولكن وفقاً لـ “اتفاقية أضنة” الموقعة بين نظام الأسد والحكومة التركية.

وتؤكد مجلة الشؤون التابعة لوزارة الخارجية الروسية أنه هنالك عاملاً أساسياً يساهم في استمرار التعاون بين تركيا وروسيا، ألا وهو إغلاق الباب مجدداً أمام قبول عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي.

إضافةً إلى عودة تـ.وتر العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، وصولاً إلى درجة أن مستشار الأمن القومي “جون بولتون” كان قد تملص مراراً من الإجابة عن سؤال عما إذا كانت تركيا دولةً صديقةً أو عدائيةً بالنسبة لواشنطن.

كما أن كل ذلك يجعل ما يتردد من شـ.ائعات حول انتهاء التحالف التركي الروسي، تبدو مبالغةً فيها إلى حـ.دٍ كبير، حيث أن “مباحثات أستانا” و”اتفاق سوتشي” لا يزالا قائمين حتى وقتنا هذا، لأن التفاعل التركي الروسي لا يزال مستمر على أرض الواقع في سوريا، وفق ما نشرته المجلة الروسية.

مدونة هادي العبد الله

الوسوم: