تخطى إلى المحتوى

في بيروت صور واعلام النظام تجول الشوارع

جالت مواكب سيارة تحمل أعلام نظام الأسد وصوراً لرأس النظام السابق”حافظ الأسد”، و “بشار الأسد” اليوم الأحد في شوارع العاصمة اللبنانية بيروت.

حيث سلكت المواكب شوارع الأشرفية، الجميزة، الصيفي، وذلك في طريقها إلى فندق “الكورال بيتش” حيث أقيم هناك احتفال بالذكرى الـ 72 لتأسيس قيادة حزب “البعث العربي الاشتراكي”.

الحفل الذي أقيم بحضور سفير النظام في لبنان “علي عبد الكريم علي”، وبحضور أعضاء القيادات الحزبية، وحشد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين والرؤساء والأمناء العامين للأحزاب الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية، وشخصيات سياسية ودبلوماسية وقيادات روحية وعسكـ.رية وإعلامية، ورؤساء بلديات ومخاتير، وكوادر الأحزاب الوطنية.

حيث تم عزف نشيد حزب البعث والنشيد اللبناني، والوقوف دقيقة صمت، كما نوه السفير “علي عبد الكريم علي” على “الإنجازات التاريخية التي حققها حزبهم العظيم والانتصارات الكبيرة على المدّ الإرهـ.ابي والجيش الاسرائيلي والبطولات الجمة التي تحققت بفضل إرادة وصمود الشعب السوري، خلف قيادة الأمين العام للحزب الرئيس السوري بشار الأسد”، بحسب وصفه.

الأمر الذي أثـ.ار حفيظة العديد من اللبنانيين، والذين اعتبروا هذا الأمر استفـ.زازاً للفئة اللبنانية المعارضة لنظام الأسد وللتطبيع معه خلال الفترة القادمة.

يذكر أن حزب “البعث” تأسس قبل 72 عاماً في سوريا على أيدي “ميشيل عفلق” و”صلاح البيطار” و”زكي الأرسوزي”، حيث رفع حزب “البعث” شعارات الوحدة والحرية والاشتراكية، وعرف عنه تعظيمه المطلق للعروبة، وتأكيده على حق الأمة العربية في أن تحيا كدولة واحدة.

وفي 8 آذار 1963 كان قد سيطر حزب “البعث” على الحكم في سوريا عبر انقلاب عسكـ.ري، ومنذ ذلك الحين وهو يحكم سوريا، حيث تغلغلت هياكل الحزب وكوادره في مفاصل المجتمع حتى النخاع.

كما يقول مراقبون إن حزب “البعث” في سوريا لم يكن كياناً سياسياً يلتف حول أفكار وبرامج، بقدر ما كان جماعة مصالح طـ.ائفية توظفها عائلة “الأسد” ومقربوها لإحكام قبضتهم على كل موارد البلاد، حتى الجيش السوري لم يعد يخرج تحت حكم حزب “البعث” سوى ضباط مسيسين طـ.ائفيين لا قادة محـ.اربين.

يذكر أنه في 21 كانون الثاني 2016، وفي خضم الثورة السورية، قررت قيادة حزب “البعث” حل القيادة القومية بشكل نهائي، واستبدالها بـ “مجلس قومي بعثي” على أن يرأسه “بشار الأسد”.

مذرعةً بضعف نشاط القيادة القومية، وغيابها عن ساحة العمل الحزبي لعقود طويلة، وكذلك لتنفيذ مضمون قانون تأسيس الأحزاب السياسية الذي يحـ.ظر على الأحزاب المؤسسة في سوريا افتتاح فروع خارجية لها.

وبذلك يكون قد طوى حزب “البعث العربي الاشتراكي” أكثر من سبعين عاماً من وجوده، والتي كانت مليئة بالانفراد التام بالحكم تحت شعارات ومبادئ براقة، لكنها ظلت على الورق ولم تخرج من إطارها، ليقرر “بشار الأسد” الابن في تشرين الأول الماضي حصر نشاط الحزب في حدود سوريا، ونـ.زع الصفة القومية عنه، وهو تطور يعتبر إنـ.هاء لمشروعه التنظيمي العابر للحدود.

مدونة هادي العبد الله