تخطى إلى المحتوى

خلاف كبير بين روسيا وماهر الأسد .. ما دور سهيل الحسن

الخلاف الروسي الإيراني في سوريا بات لا يخفى على أحد، ولكنه تطور مؤخراً ليصل إلى حليف إيران الأول في نظام الأسد ألا وهو العميد “ماهر الأسد”.

مما جعل روسيا تتخذ بعض القرارات العسكـ.رية والأمنية لتضييق الحلقة على “ماهر الأسد” وحلفائه، مما يعني مزيداً من الخلافات بين القوات الروسية وشقيق رأس النظام “بشار الأسد” والتي من الممكن أن تطاله شخصياً فيما بعد.

حيث أنه عندما أدركت روسيا مدى خطـ.ورة التمدد الإيراني على مصالحها في سوريا، قامت بتبني جنرالاً مغموراً هو العميد “سهيل الحسن” الملقب بـ “النمر” لتأهيله كبديل لـ “بشار الأسد”، كما شكلت له ميليشيا أطلقت عليها اسم “النمور”، والتي عرفت بتوحـ.شها ضد الشعب السوري.

إلا أن “الأسد” تمكن لاحقاً من تفكيك “النمور” بمساعٍ إيرانية، حيث بقيت مهام “النمر” داخل قاعدة حميميم العسكـ.رية دون مهام أخرى مع ما يحمله “النمر” من صفات شخصية لا تؤهله للقيادة العسكـ.رية خارج إطار الدعم الروسي.

يذكر أن إيران حاولت عبر السنوات الأخيرة فرض استراتيجيتها عبر “ماهر الأسد” وبعض الضباط الموالين لها، وكذلك عبر بعض المؤسسات العسكـ.رية والأمنية التي يشرف عليها “ماهر الأسد” وتعمل تحت أمره، كجهاز المخابرات العسكـ.رية والحرس الجمهوري وهيئة الأركان وميليشيات الدفاع الوطني، وتعاونت إيران مع “ماهر الأسد” بتزويد وتطوير أسـ.لحة إيرانية لدعم هذه المؤسسات والميليشيات كـ “صـ.واريخ فاتح 110 المتطورة”.

لتبدأ روسيا رداً على ذلك بخطوات لإعادة هيكلة جيش الأسد بشكل كامل من خلال تشكيل فيالق وألوية عسكـ.رية يقودها مقربون منها، وبدون وجود “ماهر الأسد” والمقربين منه في هيكلية هذه الفيالق.

تقويض الهيمنة الإيرانية في جيش الأسد

وكانت قد بدأت روسيا منذ آواخر عام 2018، أولى خطواتها بعـ.زل وتسـ.ريح عشرات الضباط المحسوبين على إيران وعلى الفرقة الرابعة في جيش الأسد والتي يقودها العميد “ماهر الأسد”، إضافةً إلى إعادة هيكلية بعض المؤسسات العسكـ.رية كهيئة الأركان وشعبة التنظيم، بالإضافة لقيادة الأمن العسكـ.ري والتي تعتبر الأكثر ولاءاً لإيران.

حيث تم إلغاء أغلب ميليشيات الدفاع الوطني، بالإضافة لإلغاء بعض المؤسسات ودمج مؤسسات أخرى، عدا عن إحالة أكثر من 600 ضابط للتحقيق بتـ.همٍ متنوعة أبرزها الفسـ.اد والتخابر، وبالتالي سـ.جنهم أو تسـ.ريحهم.

حتى طالت التغييرات الروسية أبرز المقربين لـ “ماهر الأسد” كـ “طلال مخلوف” الذي كان قائداً للحرس الجمهوري، وكذلك اللواء “محمد محلا” الذي كان يشغل رئيس شعبة المخابرات العسكـ.رية، بالإضافة لعشرات الضباط التابعين للفرقة الرابعة وقيادة الأركان العامة.

كما شملت التغييرات اللواء “مراد خير بيك” والعميد “غسان بلال” مدير مكتب “ماهر الأسد”، وتعيين بدلاً منهم ضباطاً أكثر ولاءاً للقوات الروسية، كاللواء “مالك عليا” وغيرهم الكثير.

ويضاف إلى ذلك إنشاء روسيا “إدارة القوى البشرية” وذلك بعد دمج “شعبة التنظيم والإدارة” مع “إدارة شؤون الضباط”، ونقل أغلب ضباط تلك المؤسستين أو إحالتهم للتحقيق بسبب تسهيلهم إنشاء الميليشيات الطـ.ائفية والأجنبية.

لذلك بات “ماهر الأسد” يتقرب أكثر للجانب الايراني، مقدماً لهم عروض في مجال إعادة الإعمار وأحقية التدخل بالتغييرات العسكـ.رية الحاصلة، والمساهمة بإعادة هيكلية المؤسسة العسكـ.رية، ولكن دون جدوى حتى اللحظة.

يشار إلى أن الخلاف الروسي الإيراني كان قد تجلى علناً عندما وقعت عدة اشتبـ.اكات بين الميليشيات التي تدعمها روسيا والميليشيات التابعة لإيران ولـ “ماهر الأسد”، وذلك في عدة أماكن مثل ريف حماة ودرعا ودير الزور والحسكة.

الخلاف الرئيسي بين روسيا وإيران

فعلى الرغم من أن الدعم الروسي الإيراني لنظام الأسد طوال السنوات الثماني من عمر الثورة السورية، وعلى الأصعدة العسكـ.رية والاقتصادية والسياسية، إلا أن هذه العلاقة لم تدم طويلاً، وبدأ ظهور بوادر الصراع الذي كان في الخفاء على العلن.

ومع تسارع الحراك الدبلوماسي الذي تشهده سوريا، تتراجع العلاقات الروسية الإيرانية وتنحدر في الخفاء، وذلك بسبب تحجيم كل طرف تمدد نفوذ الآخر في سوريا، وخصوصاً بعد ازدياد الاعتـ.داءات التي تشنها إسرائيل على مواقع إيرانية في سوريا.

وتفسر المعارضة السورية إعلان موسكو ضرورة خروج القوات الأجنبية من سوريا مع انطلاق الحل السياسي، بأنها إشارة عن سعي موسكو إلى إخراج طهران من البلاد، فضلاً عن القوات الأمريكية والتركية أيضاً.

كما كان قد صرح المساعد الخاص للشؤون السياسية في وزارة الخارجية الإيرانية “حسين جابري أنصاري” قائلاً: إن “بلاده تمتلك بعض المصالح المشتركة مع روسيا في سوريا، ولكنها على خلاف معها فيما يتعلق بإسرائيل”.

إضافةً إلى ذلك كان قد اتـ.هم رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني “حشمت الله فلاحت بيشه” في وقتٍ سابقٍ موسكو بتعـ.طيل منظومة “S-300” في سوريا، أثناء الضربات الإسرائيلية على ميليشياته المتمركزة في البلاد.

كما صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” أيضاً في نفس السياق مؤكداً بأن روسيا لا تعتـ.رض على الهجـ.مات التي تقوم بها قواته، ومشـ.دداً على أنهم سيمـ.نعون إقامة أي تمركز إيراني في سوريا.

مدونة هادي العبد الله

الوسوم: