تخطى إلى المحتوى

أحمد العودة يـُهاجم حواجز النظام ويطالب الجيش بهذه الشروط

في السابع من تموز عام 2017، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا عن توصلهما إلى اتفاقٍ عرف حينها باسم اتفاق “جنوب غرب سوريا”.

حيث كان الاتفاق بوساطة من الجانب الأردني وبعض فصائل المعارضة السورية، كما تم تسـ.ريب بعض من تفاصيله، ولكن بعد ثلاثة أشهر من إبرامه، وضمن إطار جديد يتعلق بمفاوضات جديدة حول فتح معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن.

بنود الاتفاق الروسي الأمريكي في درعا

وكان من أبرز بنود اتفاق “جنوب غرب سوريا”، حل غرفة الموك ودمج الفصائل التي تمولها الغرفة في كيانٍ واحد، وتقليص أعداد عناصرها وتسليم الأسـ.لحة الثـ.قيلة، إضافةً إلى انسحاب جيش النظام من الحواجز والبلدات إلى ثكـ.ناته القديمة، ونشر حواجز أمنية مشتركة تضم الشرطة العسكرية الروسية ومقاتلين محليين ينتمون إلى الكيان الجديد بالإضافة إلى أفرع النظام الأمنية.

والعمل على إخلاء مناطق الاتفاق من “داعش” و”جبهة النصرة”، وإبعاد الميلـ.يشيات الإيرانية عن الحدود الأردنية والإسرائيلية، وفتح معبر نصيب الحدودي تحت إدارة الشرطة العسكرية الروسية وقوات مشتركة من أفرع النظام الأمنية والمقاتلين المحليين.

وتفعيل مؤسسات النظام، ورفع علمها في كافة المناطق بما في ذلك معبر نصيب الحدودي، وإيجاد صيغة لإدارة المناطق تحت سلطة النظام، بالاشتراك مع الكيان الجديد والمجالس المحلية الثورية والفعاليات الاجتماعية.

ماذا حدث في درعا بعد ذلك؟

وحينها قام وفد الفصائل والفعاليات المدنية برفض هكذا بنود، والتي قدمت على أنها اتفاق لفتح معبر نصيب الحدودي، وليست تسويةً شاملةً للجنوب السوري.

إلا أنه وبعد أيامٍ من عودة الوفد إلى محافظة درعا بدأ حراك جديد لدمج الفصائل وفق الاتفاق الأمريكي الروسي، وفرز قيادةٍ تطبق بنود الاتفاق بإشراف روسي وتنسيقٍ أردني.

وفي منتصف تشرين الثاني عام 2017، دعا قائد فصيل “شباب السنة” المدعو “أحمد العودة” قادة الجنوب إلى اجتماعٍ لتشكيل “قيادةٍ عسكرية مشتركة” لكافة فصائل المنطقة، ولكن “جيش الثورة” الذي يقوده “بشار الزعبي”، والذي يعتبر أبرز فصائل الجبهة الجنوبية رفض آنذاك ذلك بسبب تزعم “العودة” للمشروع.

استمرت الخلافات في درعا طوال تلك المدة، حتى قيام نظام الأسد في حزيران عام 2018 بالبدء بحملته العسكـ.رية على درعا، حينها سارعت الفصائل إلى تفويض العقيد “محمد الدهني”، ليبلغ روسيا بجاهزية الفصائل للتفاوض، إلا أن الرد الروسي كان حينها “إن الوقت قد نفذ، وأن التفاوض سينتقل من الأردن إلى درعا وبدون ضماناتٍ ولا وساطات”.

مما جعل قادة الفصائل في درعا يهـ.رعون لبدأ المفاوضات في بلدة بصرى الشام الشهيرة، وذلك تحت نيران النظام والميلـ.يشيات الإيرانية، والتي لاتزال تواصل حملتها العسكـ.رية والتقدم على الأرض، والسيطرة على المناطق الشرقية من درعا.

انتهت مفاوضات بصرى الشام إلى تزعم “أحمد العودة” للمشروع الروسي، إلا أن سيطرة النظام المباشرة على مساحاتٍ شاسعةٍ من مناطق درعا، أثناء الحملة عقد الموقف، وجعل روسيا تفكر بآلياتٍ جديدة للتخفيف من سيطرة النظام على تلك المناطق لصالح رجلها الجديد “أحمد العودة”.

درعا بعد التسوية

إلا أن ما حصل في وقتٍ لاحق، كمهـ.اجمة “العودة” لحواجز جيش النظام، مطالباً بانسحابها إلى ثكـ.ناتها، ومـ.نع الميليشيات الشيعية من العودة إلى بلدة بصرى الشام، واستقطاب المقـ.اتلين المحليين للحيلولة دون انضمامهم لحزب الله اللبناني.

إضافةً إلى أن “العودة” لايزال يكـ.افح خطة النظام المضادة للخطة الروسية والتي تعتمد على تكليف أحد قادة الفصائل والذي يدعى “عماد أبو زريق” بتشكيل ميلـ.يشيا تعمل لصالح الأمن العسكـ.ري بعيداً عن قاعدة حميميم الروسية، مما دفع “العودة” إلى إجراء جولات في مناطق درعا، حتى أنه قام بزيارة الأردن في آواخر شهر آذار، وذلك بهدف استيعاب أكبر عددٍ ممكن من الفصائل والمناطق والقيادات السابقة في فصيله التابع لـ “الفيلق الخامس” الروسي.

يشار إلى أن مصادر خاصة كانت قد كشفت أنه عندما سأل أحد المقربين من “أحمد العودة”، “كيف تجرأت على مهـ.اجمة حواجز جيش النظام في بلدة السهوة شرق درعا”، أجاب “العودة” على ذلك: بأنه “على الجيش الانسحاب إلى ثكـ.ناته، فهذا ما نص عليه الاتفاق”.

ولكن “العودة” لم يوضح أي اتفاق، أهو اتفاق “جنوب غرب سوريا” الذي وقعته الولايات المتحدة وروسيا، أم هو اتفاق “بصرى الشام”، الذي فرضته روسيا على درعا تحت النار؟!، في حين يرى مراقبون أن الحملة العسكـ.رية على درعا والمفاوضات، ومن ثم اتفاق بصرى الشام، وما تلا ذلك من أحداث، ماهي إلا آليات لتنفيذ الاتفاق الأمريكي الروسي المبرم في شهر تموز من عام 2017.

مدونة هادي العبد الله

الوسوم: