تخطى إلى المحتوى

باحث ومحلل سياسي: أربع حالات ستدفع روسيا للتخلي عن بشار الأسد

نشر الباحث والمحلل السياسي اللبناني “علي حسين باكير” على موقع “تلفزيون سوريا” مقالاً حول تحدث البعض عن وجود توجه لدى روسيا للتخلي نهائياً عن رأس النظام “بشار الأسد”، واستبداله بأحد المقربين منها.

مشيراً إلى أن الزيارة التي قام بها الأخير إلى إيران في نهاية شهر شباط كانت الدافع الرئيسي وراء إعادة طرح موسكو لمصير “الأسد” على طاولة البحث، وذلك على اعتبار أن الزيارة أظهرت انحيازاً من قبل “الأسد” إلى طهران في التنافس الجاري بين روسيا وإيران داخل سوريا وعليها.

ويلفت “باكير” في مقاله إلى أن روسيا تزعم نافيةً أن يكون تدخلها في سوريا لحماية “الأسد” بشكل شخصي، إلا أنه بحسب وجهة نظر “باكير” فإن كل ما فعلته روسيا حتى الآن كان ولا يزال يصب في خانة إعادة تمكين “بشار الأسد” من الحفاظ على سلطته وتوسيع رقعة سيطرته على مساحات أوسع من البلاد وتثبيت أركان حكمه.

حيث يؤكد “باكير” أن روسيا لاتزال متمسكة بـ “الأسد” بشكل شخصي، مبيّناً أن موسكو لم تقبل مطالب الثورة السورية برحيل “الأسد”، لأن ذلك كان يعني رحيل النظام، وهو ما دفع موسكو إلى تدخلها العسكـ.ري في سوريا، والذي صبت نتائجه في خانة الحفاظ على “بشار الأسد” شخصياً.

ويلفت “باكير” إلى أنه بالرغم من ذلك فقد عمدت موسكو أن تبعد عن نفسها شبهة حماية “الأسد” شخصياً، فسوقت في بداية التدخل العسكـ.ري أن هدفها هو إنقاذ سوريا الدولة والمؤسسات، وأنّ “الأسد” كان صديقاً للغرب قبل أن يكون صديقاً لروسيا.

كما ركزت موسكو خلال المفاوضات على أن الشعب السوري هو من سيقرر بقاء “بشار الأسد” في رأس الحكم من عدمه، علماً أن موسكو تعلم جيداً أن الشعب لا يقرر في هذا الصدد، وعندما قرر من خلال ثورة تم قـ.معه وقـ.تله وتهجيـ.ره.

ويشير “باكير” إلى أنه لا يوجد الآن ما يبرر وجود طرح يقوم على قرب استبدال موسكو لـ “الأسد”، قائلاً: “وإن وجدت مثل هذه الفرضية فلا يوجد معلومات مثبتة تدعمها، فالمعطيات تقول إن موسكو ستبقي على الأسد، فهو في نهاية المطاف مدينٌ لها ببقائه ولذلك هي تتمتع بأفضلية عليه، وتغييره في هذا التوقيت بالذات قد يفقدها مثل هذه الأفضلية”.

إلا أن “باكير” بعود ويقول: “إن هذا التحليل لا ينفي حقيقة أن روسيا تعمل على تأهيل شخصيات تكون تابعة لها تماماً سواءً في البيئة العلـ.وية أو في غيرها، ويتم توظيفها مستقبلاً كبدائل محتملة لبشار الأسد حينما يستقر الوضع في سوريا، أو في حال حدث أي ضغط دولي جديد على الوضع السوري”.

حيث أن الحالات الاستثنائية التي تفرض على روسيا أن تبحث عن بديل لـ “الأسد” أو أن تتخلى عنه خلالها، هي: انحياز “الأسد” التام لإيران على حسابها، أو تعرض “الأسد” للمزيد من الضغوط الداخلية في مناطق سيطرته الأساسية وعدم قدرته على تلبية احتياجاتها في ظل استمرار العزلة الدولية.

إضافةً إلى حصول صفقة روسية – أمريكية، أو إعادة انطلاق الثورة مجدداً تحت مسميات وأشكال مختلفة، وفي كل هذه السيناريوهات، فان “الأسد” سيتحول الى عبئ كبير، وسيكون قد استنفذ دوره بشكل كامل حال حصولها، وهو ما يحتم البحث عن بديل له إن لم يكن موجوداً حينها.

إلا أن “باكير” يعود ويؤكد أن تصريحات الناطقة باسم الخارجية الروسية “ماريا زاخاروفا” في الأسبوع الماضي، والتي أشارت إلى أن باب النقاش حول موضوع مغادرة “بشار الأسد” السلطة قد أُغلق تماماً، هو ابتـ.زاز لـ “الأسد”.

حيث أن تقول روسيا أن هذا الباب أُغلق، فهذا يعني أن روسيا هي من تمتلك المفتاح له، ومن المعروف أن موسكو تفننت مؤخراً في إذلال “الأسد”، ولعل إهداء روسيا رفاة الجندي الإسرائيلي “زخاريا باومل”، وكذلك رفاة الجاسـ.وس “كوهين” إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي من خلال إجبار نظام الأسد على التعاون، وكشف أماكن الجـ.ثث خير دليل على ذلك.

مدونة هادي العبد الله