كتب المحلل السياسي والضابط السابق لدى نظام الأسد “صلاح قيراطة” مقالاً حول الأوضاع الحالية في سوريا، مشيراً إلى أن مناطق سيطرة واشنطن داخل سوريا هي عملياً “سوريا المفيدة” بالمفهوم الاستراتيجي حيث النفط والغاز والماء والغذاء، على عكس المفهوم الخاطئ الذي تم تداوله في ٢٠١٥، وقبل التدخل الروسي في الحـ.رب السورية.
حيث يشير المحلل السياسي إلى أنه “وما أ.زمة المشتقات النفطية في الأماكن التي هي بسيطرۃ النظام إلا خير دليل علی تهاوي أي مساندۃ إيرانية أو روسية في هذه الجزئية، والقادم مرعـ.ب كما تشير المعطيات”.
ويلفت “قيراطة” في مقاله إلى أن “تفعيل قانون سيزر الذي بات يطرق الأبواب وإمكانية مواجهته تبدو معـ.دومة تماماً من قبل النظام، فقد اكتفی إعلامه بعرض فرق الدبيكة حول الكازيات بتسطيح مرعـ.ب، يؤكد أن القادم لن يكون ساراً، ولن ننسی عندما فكرت يوما ميليشيات روسية بالعبور إلی شرق الفرات حيث القوات الأمريكية، كيف كان الرد الأمريكي صاعقاً، فما هي إلا لحظات حتی تدخلت القـ.اذفات الأمريكية العملاقة لتحول القوۃ التي حاولت العبور إلی أشـ.لاء”.
ويضيف “قيراطة” قوله: “ولن ننسى أيضاً أن المـ.دفعية الميدانية الأمريكية قد حـ.رقت المكان بما عدده ٣۰ ألف قـ.ذيفة وهو أضعاف ما يحتمل تـ.دمير القوة الروسية العابرة إلا أنها كانت رسالة أمريكية لروسيا، والتي قبلها الروسي بصمت مريب”.
فرداً على ذلك قام الروسي بالتنسيق مع الإسرائيلي في كل عـ.دوان يقوم به في العمق السوري، وليس هذا فقط بل فالثابت أن الروسي أصبح يمـ.نع قوات النظام من استخدام منظومة S-300، كما يفرض عليها نوعية العتاد العسكـ.ري التي تستخدمه، بهدف أن يبقيها في حالة الدفاع السلبي، وبهذا فإن روسيا تعمدت سحب جميع الأوراق من يد النظام، والتي من شأنها أن تفقده أي أمكانية تفاوض ندية مع إسرائيل، عدا عن دور روسيا في تسليم رفات الجندي الإسرائيلي.
وفي هذا السياق يبدو أن النظام أصبح يواجه وحيداً إجراءات وزارة الخزانة الأمريكية المتضمنة محاصرة أي نشاط لنقل الشحنات المحملة بالنفط إلى مناطق سيطرۃ الأسد، حيث أنه هكذا سيترك وحيداً في مواجهة قانون سيزر، وهذا يعني أن اصدقاء النظام لايقدمون له سوى أدوات القـ.تل.
فالعجز التام الذي تعاني منه الأخيرۃ في توفير المشتقات النفطية، وتجاوز الأز.مات المعيشية والخدمية التي تعصف بمناطقها، الأمر الذي سبب استياءاً واضحاً من قبل السكان المحليين الذي باتوا بدورهم يعبرون عن ذلك خلافاً للصمت الذي كان يسيطر على سلوكهم سابقاً.
وما يزيد في تعقيد الأمور أكثر هو تصاعد حـ.دة التنافس بين إيران وروسيا داخل مناطق النظام، والذي بات واضحاً للعيان، وعلى كافة المستويات لا سيما الاقتصادية والعسكـ.رية.
وفي إطار التضييق علی النظام يتم تسريب معلومات عن قيام روسيا بعقد مشاورات مستمرة مع زعماء محليين في الساحل والسويداء، لمناقشة الأوضاع المستقبلية لسوريا، في غياب كامل ومتعمد لحكومتها.
وفي هذا السياق يذكر أن كلاً من روسيا وإيران تعمدتا إحراج رأس النظام “بشار الأسد”، فالأولى قامت بتسريب صور له من داخل قاعدة حميميم العسكـ.رية بريف اللاذقية، تظهر “الأسد” بين جنود “بوتين” ومرافقيه، فيما قامت الثانية بتصوير لقاءات ضمت “الأسد” وقادۃ إيرانيين بعيدۃ عن أي مراسم معتادۃ دولياً.