لاتزال مناطق نظام الأسد تشهد أ.زمةً خـ.انقةً في مادة البنزين، دون أن يكون رأس النظام “بشار الأسد” قادراً على إيجاد حل لتلك الأ.زمة، التي أثـ.ارت حالةً من الاسـ.تياء لدى الموالين له.
حيث أن موالي النظام باتوا يتساءلون عن سبب ندرة البنزين، على الرغم من تـ.رويج إعلام النظام إلى عودة الحياة لطبيعتها، إضافةً إلى تساءلهم حول عدم قيام حلفاء النظام “روسيا” و”إيران” بإمداده بالمحروقات.
فبعد انكفاء إيران بسبب تصاعد العقـ.وبات الأمريكية عليها، دخلت روسيا على خط أ.زمة المحروقات، واضعةً نظام الأسد أمام خيارات بدت على شكل مقترحات روسية، وأخرى خليجية حملها الروس إليه.
في حين أكد محللون وخبراء في الشأن السوري، بأن روسيا وإيران باعتا النظام، الذي أصبح متهـ.الكاً مع الحديث عن دفعة عقـ.وبات أمريكية جديدة ضده، وتصاعد الأ.زمة المعيشية، واستمرار هبوط الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي.
التبريرات الروسية
حيث كان قد قال عضو مجلس الفيدرالية الروسي “أوليغ موروزوف”: إن “النظام لم يطلب من روسيا حل أ.زمة المحروقات ولاسيما البنزين، وإن روسيا لن تتوانى عن المساعدة إن طلب النظام المساعدة”، وفق قوله.
ويأتي التصريح الروسي السابق بعد أيام قليلة على تصريح نائب رئيس الوزراء الروسي “يوري بوريسوف”، أنه قدم لـ “بشار الأسد” خلال اجتماعه مقترحات محددة بخصوص حل أ.زمة البنزين، وأن روسيا بانتظار النظام لاتخاذ قرار بشأن تلك المقترحات.
وسبق أن تحدث خبير اقتصادي روسي، أنه “لا توجد إمكانات تقنية وتجارية لتوريد النفط الروسي إلى سوريا، حيث لا توجد بنية تحتية برية لذلك (أنابيب أو نقل بري)، وإن النقل البحري سوف يجعل تكلفة الوقود تتضاعف بنحو 20 مرة”.
حيث يرى محللون أن الجانب الروسي يقدم حججاً واهيةً من أجل عدم تزويده نظام الأسد بالنفط، وذلك بسبب ضعفه دولياً من جراء الضغوط الاقتصادية والعقـ.وبات المفروضة عليه.
إضافةً إلى أن روسيا ترفض دعم نظام الأسد بالمحروقات، ريثما يقوم الأخير بإلغاء التفاهم مع إيران، والذي يتيح لها الوصول الى البحر المتوسط عبر ميناء اللاذقية، إضافةً لتأكيد الروس على وجوب إلغاء النظام التفاهم مع الإيرانيين، والذي يتضمن مد سكة حديد من طهران إلى بغداد وصولاً إلى دمشق ومن ثم إلى البحر المتوسط.
التبريرات الإيرانية
كما أن عدم وصول بواخر النفط الإيراني إلى قناة السويس بغية إيصالها إلى مناطق النظام يضاف على ذلك، حيث أن إيران أوقفت إمداد النظام بالمحروقات منذ 20 تشرين الأول في العام الماضي، للضغط عليه وإجباره على تنفيذ التفاهمات بينهما وتحويلها إلى عقود فعلية، إضافةً إلى أن النظام لم يسدد قروض الائتمان التي أخذها من إيران مسبقاً.
حيث أن كلٍ من “إيران” و”روسيا” تضغطان على نظام الأسد، كي يحسم موقفه مع من سيقف، ويغير التفاهمات الشفهية مع أحد الطرفين إلى تعاقدات حقيقة ملزمة.
نظام الأسد في حيرةٍ من أمره
فهنا وقع نظام الأسد في حيرةٍ من أمره، فإن وقف إلى جانب إيران، فإنه قد يساهم في إدخال سوريا بمرحلة حصار حقيقي كما حصل مع العراق، وخاصةً بعد العقـ.وبات الأميركية على “الحرس الثوري” الإيراني الذي صنف كمنظمة إرهـ.ابية.
وفي حال وقف النظام إلى جانب موسكو، فإنه يخشى من التمرد الأمني للميليشيات الإيرانية المنتشرة في سوريا، والتي قد تسعى للانتقـ.ام من نظام الأسد الذي خـ.ذلها وأنكـ.ر الجميل التي قدمته له طيلة السنوات الماضية.
فبعد جميع المعطيات بات يبدو جلياً وجود مؤشرات تفيد بأن “روسيا” و”إيران” تخلتا عن شخص “بشار الأسد”، الذي تتصاعد العقـ.وبات ضد نظامه، إضافةً إلى إنه في حال استمرت الأ.زمة والحصار من دون أي حلول، فإن وضعاً كـ.ارثياً سوف تشهده مناطق سيطرة النظام.
والجدير بالذكر أن سعر صرف الدولار ارتفع يوم أمس الاثنين، وسجل مستويات قياسية أمام العملة السورية “الليرة”، وتخطى مستوى الـ 570 ليرة، بينما عزا خبراء هذا الارتفاع إلى الحصار الاقتصادي على سوريا، وخاصةً في قطاع النفط والطاقة.