وجهت الأمم المتحدة تحذيرات من مخاطر أي هجوم عسكري واسع النطاق في محافظة إدلب السورية، مشيرةً إلى أنه سيكون بكلفة غير مقبولة من حيث الخسائر في الأرواح البشرية والمعاناة، وداعيةً روسيا وتركيا إلى وقف التصعيد العسكري فوراً.
وجاءت تلك التصريحات خلال انعقاد إحدى جلسات مجلس الأمن الدولي لمناقشة الأوضاع في سوريا اليوم الخميس، والتي كانت بالتزامن مع انطلاق الجولة 12 من محادثات “أستانا” بين الدول الضامنة لاتفاقية خفض التصعيد.
اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة تحذر النظام وروسيا في إدلب
حيث قالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “أورسولا مولر” إن “الأمم المتحدة تعول على تركيا وروسيا لوقف التصعيد الحالي شمالي سوريا، والضغط على جميع الأطراف لتنفيذ اتفاق خفض التصعيد”.
وأشارت “مولر” إلى أن التصعيد أسفر عن مقتل أكثر من 200 مدني، وفرار أكثر من 120 ألفاً آخرين إلى المناطق القريبة من الحدود التركية، فضلاً عن تدمير كبير للبنية التحتية”.
وأوضحت “مولر” أن “السوريين في الشمال الشرقي والشمال الغربي يعيشون في خوف دائم من حدوث كارثة إنسانية أخرى، لافتةً إلى أن كامل المنطقة والتي يقطنها 2.7 مليون نسمة بحاجة لمساعدات”.
وتابعت “مولر” في كلمتها قائلةً: “نحن نعول على جميع الأطراف، وخاصة تركيا وروسيا، كضامنين لاتفاقية خفض التصعيد، لكبح التصعيد”، محذرةً من أن “أي هجوم عسكري واسع النطاق في إدلب سيكون بتكلفة غير مقبولة من حيث الخسائر في الأرواح البشرية والمعاناة”.
بينما صرح نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة “فلاديمير سافرونكوف” خلال جلسة مجلس الأمن بقوله: إن”الوضع في إدلب بمنتهى الخطورة، وبات لا يطاق، ونحن نجري اتصالات ومشاورات مكثفة من تركيا بهدف منع التصعيد”.
اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة تحذر من أسوء كارثة قد تحدث شمال سوريا
الجدير بالذكر أنه كانت قد تزايدت هجمات قوات النظام والميليشيات الموالية له على منطقة خفض التصعيد منذ بداية العام الجاري، حيث أنه في شهر آذار الماضي لوحده استشهد 135 مدنياً، وأصيب المئات جراء تلك الهجمات.
كما وثق فريق “منسقو استجابة سوريا” أعداد النازحين خلال الحملة العسكرية الأخيرة، حيث بلغت أعداد النازحين منذ بداية الحملة العسكرية وحتى اليوم أكثر من 30 ألف عائلة (197574نسمة)، وهم موزعين على أكثر من 35 ناحية في المنطقة الممتدة من مناطق درع الفرات وصولاً إلى مناطق الشمال السوري.
كما وثق الفريق أيضاً استهداف أكثر من 83 نقطة (قرى وبلدات) ضمن مناطق الشمال السوري من قبل قوات النظام والميليشيات الموالية له ومن قبل روسيا.
ففي محافظة إدلب: تم استهداف 28 نقطة من بينها مخيم ومدارس ونقاط طبية، وفي محافظة حماة: تم استهداف 35 نقطة فيها، وفي محافظة حلب: تم استهداف 17 نقطة فيها، أما في محافظة اللاذقية: فتم استهداف ثلاثة نقاط فيها.