تخطى إلى المحتوى

معارض علوي ينقل صيحات العلويين في الساحل المطالبة بالتقسيم والانفصال عن الأسد

ارتفعت خلال الأيام الأخيرة أصوات عديدة في الطائفة العلوية مطالبةً بشكل علني بتقسيم سوريا، والتخلص من نظام الأسد الذي أفقرهم وقتل زهرة شبابهم ونهب ثرواتهم وجلب الأعداء والغرباء إلى ديارهم.

حيث رأت تلك الأصوات العلوية أن طائفتها كانت الخاسر الأكبر من الحرب السورية الطويلة، بعد ما جلبه النظام المحسوب عليهم من ويلات وكوارث لهم، وكان هو المستفيد الوحيد منها.

حتى أن خرجت جميع الأصوات العلوية المناهضة لحكم الأسد بقناعةٍ تامةٍ أن التقسيم هو الحل الوحيد للابتعاد عن ثقافة القتل وسفك الدماء والسبي، وقد بات واضحاً للجميع أن نظام الأسد شريك مع تنظيم “داعش “من أجل استمراره في الحكم.

اقرأ أيضاً: ناشطة من القرداحة تنتقد الأسد مباشرةً وتقول له: الكل يتساءل لماذا أنت صامت؟ (صور)

ومن أكثر تلك الأصوات العالية هو الدكتور المعارض “ناصر النقري” الذي يتحدث باسم الغالبية المقهورة من أبناء الطائفة العلوية، موقناً أن التقسيم ينقذ قسماً ليس بقليل من السوريين.

واصفاً أنه يعزل الأقليات عن التوحش والإجرام، وهو بر الأمان للذين يريدون العيش بكرامة، بعيداً عن العرعور والجولاني والبغدادي والنظام الفاسد الذي باع الأرض وأدخل الغرباء، للمحافظة على مكتسباته التي كفلها اللاعبون الدوليون له طوال تلك العقود.

وكان قد أكد “النقري” على صفحته الشخصية في موقع فيسبوك، وفي فيديوهاتٍ مباشرةٍ له بقوله: إن “النظام أقل ما يقال عنه أنه حثالة منضوية تحت سلطة مافيوية، والثمن هم الأقليات ضحايا التطرف والنظام معاً”، بحسب وصفه.

حيث يقول “النقري”: “لا شيء أجمل من الوطن، ولا شيء مقدس أكثر منه، لكن عن أي وطن نتحدث إن كانت مكوناته تنظر للوطن، وتفهمه بصورة متناقضة كلياً لفهمنا له، ويوماً بعد يوم، تترسخ لدينا القناعة بضرورة التقسيم للحفاظ على الجميع أو على من تبقى داخل سوريا”.

ويضيف “النقري” بقوله: “لا أحبذ فكرة التقسيم، وأمقتها، لكن لا بديل مقبول يحل محلها، وأمام هذا التفسخ الأخلاقي والانحلال الديني المذهبي لا حل أفضل من الطلاق، مؤكداً أن “تواجد روسيا في الساحل بات خطراً وجودياً على الساحل وحمص، خاصةً بعد أن بات النظام رهينة بيد روسيا، تتلاعب به وتتحكم به خدمة لمصالحها ومصالح إسرائيل”.

ومن أسرار الحرب السورية الطويلة، أن هناك أعداد كبيرة من الشباب العلويين قد رفضوا الخدمة في جيش النظام، حيث تقول مصادر خاصة أن ما يزيد عن الثلاثين ألف شاب من مدن وقرى سهل الغاب ذو الغالبية العلوية كانوا قد امتنعوا عن الخدمة، وهرب غالبيتهم من الجبهات بعد أن اكتشفوا أنهم ليسوا أكثر من سلعة للبيع.

فيما امتنع أكثر من 16 ألف شاب علوي من منطقة القرداحة وريقف اللاذقية عن الالتحاق بجيش النظام، وقد شجعهم على ذلك الوجهاء ورجال الدين العلويين، بعد أن وجدوا أنفسهم بلا حماية في مناطقهم.

اللافت في الأمر أنه وبعد قصة تأجير المرفأ في طرطوس، كان قد علا صوت العلويين للدفاع عن وجودهم قبل أن تسيطر روسيا على الساحل كاملاً، ولا يبقى أي شيء حتى لتحقيق الحلم العلوي.

ويطمح العلويون في حال تمت مطالبهم بالانفصال، بالتخلص من إيران وروسيا معاً، حتى أن منهم من دعا إلى المقاومة لإخراج الروس من أراضيهم مهما كانت النتيجة، وبنفس الوقت فهم يرفضون الوجود الإيراني بالمطلق لأسباب عقائدية دينية، وهو ما يدفعهم للتفكير بالتحالف مع إسرائيل إذا لزم الأمر، بشرط أن يكون النظام وأعوانه خارج تلك المعادلة.

ويقول “النقري” مخاطباً العلويين: “يجب عليكم فتح قنوات تواصل خلفية مع الدول الأخرى بعيداً عن روسيا، وعن النظام الساقط المتعفن لمنع روسيا من الاستمرار بتجارتها الرخيصة بكم، ولفرض هيمنتها على مناطقكم، والتحكم بكل شيء، ومن ثم التضحية بكم لقاء منافعها الخاصة.

مضيفاً بالقول: “يجب العمل فوراً على وقف أي تعاون مع روسيا، وحرمانها من كافة المكتسبات التي حصلت عليها سواء في القواعد العسكرية، أو عقود النفط والفوسفات، على الأقل في مناطقكم، واستمرار روسيا بسياستها الرخيصة الحالية يجب أن يكون سبباً لشن هجمات عسكرية على قواتها في مناطقكم، إن بقيت على وضاعتها الحالية”.

وبحسب محللين في الشأن السوري فإن الأيام القادمة كفيلة بإظهار هذا الحراك العلوي، الذي سوف يصدم الجميع، ويزيد الضغط على اللاعبين الدوليين للإسراع بالتقسيم أو الفيدرالية، التي قد تحافظ على ما تبقى من حياةٍ في بلدٍ دمرته الحرب، ونخره سوس نظام الأسد.

مدونة هادي العبد الله