تخطى إلى المحتوى

دبلوماسي غربي يوجه نصائح مهمة للمعارضة السورية لكي تلعب دورها في سوريا

نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية معلومات تظهر أن المعارضة السورية باتت تعلق كل آمالها على الدستور الجديد الذي سيسمح لسوريا بالانتقال السياسي بعد ثمان سنوات من الثورة التي بدأت للإطاحة بنظام “بشار الأسد”.

حيث طالب المشاركون في الجولة الأخيرة من مباحثات أستانا يوم الجمعة الفائت، بمن فيهم روسيا وإيران وتركيا الإسراع بتشكيل اللجنة الدستورية التي ستشرف عليها الأمم المتحدة وذلك خلال الأشهر المقبلة.

اقرأ أيضاً: توافق دولي في بروكسل حول مستقبل الأسد وسوريا

ومن المفترض أن تقوم هذه اللجنة بعد تشكيلها بالإشراف على إعادة صياغة الدستور السوري، والذي تعول عليه المعارضة في مباحثات أستانا، ليكون وثيقة إصلاح سياسي، ويؤدي إلى انتخابات نزيهة في البلد الذي تحكمه عائلة “الأسد” نفسها منذ أكثر من أربعة عقود.

أما بالنسبة لعدد من المراقبين، فإن الدستور الجديد يمثل فرصة لخروج “بشار الأسد” المدعوم من قبل روسيا وإيران، وإبعاده عن الحكم بعد أن أعلن نفسه منتصراً في الحرب التي استمرت لمدة ثماني سنوات.

بدأت مباحثات أستانا منذ أكثر من عامين بسبب رغبة موسكو بإنهاء الصراع في سوريا، بدون الالتزام بالمطالب الغربية التي تهدف بنقل البلاد بعيداً عن حكم نظام الأسد.

حيث أنه عند بداية المباحثات، كان وضع المعارضة السورية أقوى مما هو عليه الآن، بعد أن سيطرت على مناطق مختلفة من سوريا، وكانت تسعى لأن تكون بديلاً عن نظام الأسد.

إلا أن الظروف على الأرض تغيرت حالياً بعد أن تمكن النظام من السيطرة على جزء كبير من سوريا، وحصر سيطرة المعارضة السورية في الجزء الشمالي الغربي من البلاد.

حيث تقدر الآن نسبة الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة بـ 6% فقط، وذلك وفق مركز رصد النزاع “IHS Markit” الذي يقوم بجمع البيانات وتحليلها.

ونظراً لانحسار رقعة المناطق التي تخضع لسيطرة فصائل المعارضة، تراجعت قدرتها على المطالبة بدور أكبر في تشكيل مستقبل سوريا.

اقرأ أيضاً: الفيلق الخامس يضع تصوراً لسوريا بدون الأسد ويعرضه على العلويين

وكان قد قال “آرون لوند” الزميل في مؤسسة “سينشري” البحثية في نيويورك، والذي يركز على الصراع السوري: “لا يمكنهم الحصول على رأس الأسد، لكن يمكنهم الحصول على بعض التنازلات الصغيرة، مثل الكشف عن مصير أقاربهم، أو معرفة ما إذا كان يمكن للاجئين العودة أم لا”، بحسب تعبيره.

فيما ترى الدول الغربية والإقليمية، التي تعارض استمرار نظام الأسد في الحكم، أن وضع المعارضة السورية المتناقض هو ما زاد صعوبة تحقيق الانتقال السياسي، مما يعطي فرصة لروسيا وإيران لرسم مستقبل سوريا الجديد.

بينما صرح دبلوماسي غربي في حديثه عن الخديعة التي تتعرض له المعارضة السورية، قائلاً: “عليهم أن يكونوا أذكياء، لن يكونوا في أي حكومة مستقبلية”.

معتبراً أن الخطة الحالية تقضي بحاجة مستمرة لوجود معارضة ما تتحدث ضد النظام وباسم الشعب السوري ولكن بالطبع بدون أي يكون لها أي دور سياسي في مستقبل سوريا.

وبحسب محللين في الشأن السوري فإنه من غير المرجح أن يقوم نظام الأسد، الذي يتعهد بالسيطرة على كامل البلاد، بتقديم أي تنازلات كبيرة، ويستمر حتى مع وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه تركيا وروسيا وإيران، بشن غارات جوية على المعقل الأخير لفصائل المعارضة.

ومع كل ذلك تستمر المعارضة السورية بالظهور على طاولة المفاوضات وفي المباحثات التي تعقد حول مستقبل سوريا، ويعقب “آرون لوند” على هذا الأمر بقوله: “إن لم يخوضوا هذه اللعبة، سيتحولون لمعارضة سابقة، حينها سيصبحون لاجئين فقط”.

مدونة هادي العبد الله

الوسوم: