تخطى إلى المحتوى

أول التصريحات التركية الرسمية حول تصعيد روسيا ونظام الأسد على إدلب

أعلن وزير الدفاع التركي “خلوصي أكار” ، بأن بلاده تبذل جهوداً حثيثة من أجل المحافظة على استمرار تطبيق وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد بإدلب السورية.

كما أوضح “أكار” أن جميع الإجراءات التي اتخذتها أنقرة بخصوص الأوضاع في سوريا تهدف بشكل كبير إلى ضرورة حماية المدنيين وضمان عيشهم على أرضهم في أجواء من الأمن والاستقرار والهدوء.

اقرأ أيضاً: وزير الدفاع التركي يعلن عدم تخلي بلاده عن تحقيق هذا الهدف في سوريا

تصريحات “أكار” تلك جاءت خلال تصريحه لقناة “إن تي في” التركية المحلية يوم أمس الجمعة، وذلك على هامش المعرض الدولي للصناعات الدفاعية في مدينة إسطنبول.

وأضاف “أكار” بقوله: إن “تركيا ملتزمة بالاتفاق الذي أبرمته مع روسيا في أيلول الماضي ضمن إطار المبادرة التي قدمها الرئيس رجب طيب أردوغان”، مضيفاً أن “أنقرة تبذل جهوداً حثيثة لضمان استمرار اتفاق وقف إطلاق النار”.

الجدير بالذكر أن الأمم المتحدة والمبعوث الأممي إلى سوريا “غير بيدرسون” والاتحاد الأوروبي كانوا قد دعوا خلال الأيام القليلة الماضية إلى التزام روسيا وتركيا باتفاق سوتشي حول منقطة إدلب، والقيام بوقف فوري لإطلاق النار، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين.

يشار إلى أن المناطق المحررة في شمال غرب سوريا تتعرض لليوم الخامس على التوالي لحملة قصف مكثف وممنهج من قبل الطيران الحربي الروسي وقوات الأسد وميليشياتها وبمختلف أنواع الأسلحة والذخائر، وخاصةً في ريفي حماة وإدلب، ما أدى إلى استشهاد العشرات فضلاً عن عشرات آخرين من الجرحى.

وفي أيار عام 2017 ونتيجةً لاستمرار هجمات قوات الأسد بدعمٍ روسي على الشمال المحرر، الأمرالذي دفع دول “روسيا” و”إيران” و”تركيا” إلى إنشاء “منطقة خفض التصعيد” في محافظة إدلب، وذلك بموجب اتفاق أستانا.

ولكن هذا الاتفاق لم يتم احترامه مطلقاً من جانب قوات الأسد وروسيا وإيران، حيث عمدت قوات الأسد في نهاية ذلك العام ومطلع العام 2018 للزحف نحو المناطق الشرقية في المحافظة، أو ما يعرف بمناطق شرق السكة، حيث قضمت عشرات القرى والبلدات، وأجبرت فصائل المعارضة السورية على التراجع إلى الغرب.

وعلى أنقاض اتفاق “منطقة خفض التصعيد”، توصلت “تركيا” و”روسيا” في أيلول العام الماضي، إلى اتفاق “سوتشي” في محاولة لتجنيب المدينة من هجمات نظام الأسد، عبر إقامة “منطقة منزوعة السلاح” للفصل بين قوات الأسد ومليشياته من جهة، وبين فصائل المعارضة من جهة أخرى.

حيث كان الموقف التركي قوياً وصريحاً وقتها في معارضة أي هجوم شامل على منطقة إدلب، بينما ما زالت تركيا تلتزم رسمياً الصمت إزاء الهجمات الحالية.

كما وتأتي التطورات في إدلب في وقت تستمر المشاورات الإقليمية والدولية حول سوريا، بما في ذلك اللقاءات التي عقدها المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا “جيمس جيفري” أمس في جنيف مع ممثلين عن “هيئة التفاوض”.

وذلك بعدما أنهى “جيفري” زيارته إلى أنقرة والتي عقد خلالها سلسلة اجتماعات مع كبار المسؤولين الأتراك حول سوريا، وصفت بـ “الإيجابية والمثمرة”.

مدونة هادي العبد الله