تخطى إلى المحتوى

إدلب.. سيناريو مختلف ومصير مجهول

مع استمرار النظام بالتقدم والسيطرة على مناطق جديدة في ريف حماة الشمالي والوصول للحدود الإدارية لمحافظة إدلب ثمة تساؤلات وتكهنات عديدة حول مصير المحافظة.

وحول السيناريوهات المحتملة حول مستقبل إدلب، يقول الخبير العسكري المعارض عبد المنعم السيد، في تصريح إعلامي إن “سيناريو إدلب يختلف كثيرا عن السيناريوهات السابقة، كسيناريو الغوطة الشرقية أو أحياء حلب الشرقية أو جنوب درعا”.

كما وضح السيد أنه “إذا ما كان هناك قرار بعملية عسكرية في إدلب، فإن هناك أمور تكاد مستحيلة التحقيق مع أي عمل عسكري شامل في إدلب ومنها وجود العدد الكبير من المدنيين في المناطق المحررة وصعوبة نزوحهم إلى مناطق آمنة”.


اقرأ أيضاً: الغارديان” البريطانية: ترتيبات بين موسكو وأنقرة بشأن إدلب وتل رفعت

“وأيضا بالنسبة للفصائل المتشددة، لم تعد هناك (باصات خضراء) لنقلهم إلى مكان آخر يرغبون به. وفي هذه الحالة فإن معركة وجود ستكون بين هذه الفصائل وقوات النظام وهو إذا ما حدث بوجود الأعداد الهائلة من السكان المدنيين فإنها ستعتبر كارثة إنسانية”.

ويرجح الخبير العسكري أن تكون هناك بعض العمليات العسكرية المحدودة نوعا ما، بخاصة أن هدف النظام ومعه الميليشيات الإيرانية هو السيطرة على الطرق الدولية؛ كطريق حلب اللاذقية، وطريق حلب دمشق.

بالمقابل يرى العقيد أحمد حمادة أن ما يجري في المناطق المحررة هو أكثر من الخروقات وأقل من عملية شاملة، فهذه الجرائم المقترفة بحق المدنيين هدفها الضغط على تركيا وعلى المعارضة لدفعهم باتجاه القبول بما تطرح روسيا.

 في حين لم يتوقع حمادة أية عملية عسكرية شاملة لأن “المزاج الدولي لن يسمح بذلك لأن العملية ستدفع بمئات آلاف المهجرين في مدة زمنية قصيرة للنزوح وهذا ما لا يرضى به المجتمع الدولي، والأوروبيون خاصة”.

فيما ذكر الخبير الاستراتيجي المعارض منذر الديواني، إن “التصعيد الروسي الأخير على مناطق إدلب، عنوانه الخلاف الروسي التركي؛ فأهمية معركة إدلب بالنسبة لموسكو تتمثل في الدفاع عن مصالحها ضد الولايات المتحدة عن طريق سحب تركيا بعيدًا عن المعسكر الغربي”.

وأشار الديواني إلى أن “ما دفع موسكو إلى التصعيد العسكري في مناطق إدلب، هو ما تم نقله من معلومات حول قرب التوصل لاتفاق بشأن المناطق الآمنة في الشمال السوري، بين واشنطن وأنقرة. ما زاد معه القلق والضغط الروسي”.

أضاف الخبير الاستراتيجي أن “تركيا بدورها تشعر بخطورة الوضع في إدلب وما وراءها؛ فأنقرة تهتم كثيراً بما يحدث في إدلب، في ظل تمركز قواتها في المحافظة.

وتسعى تركيا لوقف تدفق اللاجئين عبر الحدود، وقد يؤدي هجوم النظام على إدلب إلى تدفق مئات الآلاف أو حتى ملايين السوريين إلى تركيا، بما في ذلك الجهاديين، بخاصة أن البلاد تشهد تدهور باقتصادها”.

في حين دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر حول مصير الملايين من المدنيين في المناطق المحررة، والذي يتخطى عتبة 4 ملايين مدني مقيمين في تلك المناطق.

وقالت المتحدثة الإعلامية باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، رافينا شامد اساني، أن “الوضع خطير جدا على مئات الآلاف من النازحين الذين ظلوا يعيشون هناك منذ سنوات، وأنهم مازالوا يواجهون مخاوف خطيرة تتعلق بالحماية على طول الطريق”.

وتجدر الإشارة إلى أن النظام وروسيا منذ 26 نسيان الماضي يشنّون حملة عسكرية  على مناطق ريف حماة الشمالي وكذلك ريف ادلب، مصحوبة بشتى أنواع القصف المدفعي والصاروخي ما أدى  لسقوط ضحايا بالإضافة لموجة نزوح كبيرة في صفوف المدنيين قرابة 200 ألف مدني.

مدونة هادي العبد الله