قامت قوات النظام السوري وحلفاؤه منذ أواخر نيسان الماضي بحملة تصعيد ضد مناطق سيطرة المعارضة السورية في إدلب والأرياف المحيطة بها.
واستدعى هذا التصعيد العسكري المكثف حشد كل الطاقات البشرية التي يمكن للنظام أن يحشدها، من جنود نظاميين وميليشيات وقوات حليفة.
ولم يكن عناصر “المصالحات” الذين انضموا لجيش النظام مؤخراً كمتطوعين أو منفذين للخدمة الإلزامية بمنأى عما يحصل في جبهات إدلب من تصعيد.
إذ قامت قوات النظام بزجهم على الجبهات، ضمن حالة من عدم الرضى سادت بينهم إزاء مشاركتهم ضد إخوتهم الثائرين، بعدما فُرضت عليهم عملية التسوية بالقوة.
إقرأ أيضاً : عناصر المصالحات على الخطوط الأولى بمعارك إدلب
“م.أ” أحد عناصر قوات النظام والمنحدر من محافظة درعا، عبر عن استيائه وغضبه تجاه ما يحصل وكتب على حسابه الشخصي في “الفيس بوك” عبارة : ( الله لا ينصرنا) قاصداً النظام والميليشيات التي أُجبر على الانخراط في صفوفها مكرهاً.
لم يكن هذا الشاب وحده الذي أعرب عن سخطه حيال العدوان على إدلب، وإنما شمل ذلك مئات المقاتلين الذين انضموا لقوات النظام مؤخراً لتأدية الخدمة الإلزامية، بينما لا زالت ميولهم الثورية تفور وتغلي في قلوبهم.
مخاوف من التصفية، وتوقعات بالانشقاق
هذا وقد أبدى ناشطون مخاوفهم من تصفية هؤلاء العناصر الذين قد يرفضون إطلاق النار إذا ما أُجبروا على إطلاق النار على أهلهم وإخوتهم شمال سوريا، وهذا ما فعله النظام مراراً في بدايات الثورة السورية.
فمنذ بدايات الثورة السورية عام 2011 زج النظام بالجيش فوراً لمواجهة الشعب الثائر، وكان من بين أفراد الجيش وقتذاك العديد من الشرفاء الذين رفضوا قتل المتظاهرين والثوار، ما أدى إما لتصفيتهم أو انشقاقهم فيما بعد.
وعلى خلفية ما يجري من أحداث على جبهات إدلب، رجح ناشطون أن تشهد صفوف قوات النظام عمليات انشقاق جديدة على غرار تلك التي حصلت منذ بداية الثورة عام 2011.