تخطى إلى المحتوى

مصير مدينة إدلب في ظل تصاعد الخلاف التركي الروسي حولها

أشارت تقارير صحفية مؤخراً إلى وجود خلافات كبيرة بين تركيا وروسيا في ما يتعلق بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا والتي تسيطر عليها المعارضة السورية، وخاصة بعد التصعيد الأخير من قبل النظام وحلفائه.

ونقلًا عن مصادر تركية، قالت صحيفة “العربي الجديد” في تقرير أصدرته أمس بأن شرارة الخلافات بدأتها موسكو بحجة أن أنقرة لم تفِ بالتزاماتها فيما يتعلق بنقطتين من نقاط اتفاق “سوتشي” الأخير.

النقطة الأولى بزعم روسيا هي عدم حصول مقايضة في الاتفاق على منطقة تل رفعت مقابل المناطق الجنوبية من إدلب، لتأمين مناطق النظام في ريف حماة واللاذقية وبالتالي حماية مطار حماة العسكري ومطار حميميم.

أما النقطة الثانية فهي عدم تفكيك “هيئة تحرير الشام” أو القضاء عليها، إذ أن روسيا اعتبرت أن تركيا لم تفِ بالتزاماتها في ما يتعلق بهذه النقطة بالذات، مما اعتبر سبباً مباشراً لبدء العملية العسكرية الأخيرة.

الرئيسان الروسي والتركي

تغيير التحالفات، والخوف الروسي

وبناء على ذلك كانت الرسائل التركية واضحة بأنها ستتخلى عن كل الاتفاقيات مع روسيا فيما يتعلق بإدلب وغيرها، وهذا ما سيقودها لاحقاً للتفاهم مع الولايات المتحدة، الأمر الذي لا ترغب به روسيا.

وبحسب المصادر، فبناءً على التهديد التركي الذي جاء في المكالمة الهاتفية بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، قبل أيام، حصل اتصال هاتفي في اليوم التالي بين وزيري دفاع البلدين.

هذا وقد تحادث الوزيران التركي “خلوصي أكار” والروسي “سيرغي شويغو” قبل أيام هاتفياً، إلا أنهما لم يتوصلا لأي اتفاق حتى الآن.

إقرأ أيضاً : الغارديان البريطانية : ترتيبات بين موسكو وأنقرة بشأن إدلب وتل رفعت

القوات التركية في سوريا

وفي ذات السياق قال وزير الخارجية التركي “مولود تشاووش أوغلو” إن عدوانية النظام السوري على الأرض من شأنها أن تفسد كل شيء متعلق بحل الأزمة، وإنه يجب عليه أن يوقف الهجمات في إدلب وما حولها.

وأوضح “تشاووش أوغلو” بأن الرئيس أردوغان ونظيره الروسي بوتين اتفقا على عقد اجتماع لمجموعة العمل المعنية بإدلب في أقرب وقت ممكن، وأنهم كثّفوا إجراءاتهم في هذا الصدد.

هذا وتشهد محافظة إدلب وما حولها من أرياف هجوماً برياً وجوياً مكثفاً من قبل النظام السوري وميليشياته وحلفاءه، الأمر الذي أوقع عدداً كبيراً من الضحايا المدنيين وشرد وهجر آلافاً آخرين، وسط موجة من السخط والاحتجاج الدولي.

مدونة هادي العبد الله