قد تبدو الصورة العامة السائدة الآن في ريف حماة الشمالي المتاخم لحدود محافظة إدلب على أنها “نصر” كبير للنظام وميليشياته وحلفائه، وأنهم باتوا يملكون اليد الطولى في خضم التصعيد العسكري الأخير الذي بدأوه مؤخراً.
إلا أن بعض التصريحات التي باتت تعلو في الفترة الأخيرة بين صفوف رجال النظام وميليشياته تشي بصورة مغايرة تماماً لما يحاول إعلام النظام وحلفائه أن يرسموه.
أحد قياديي ميليشيات “النمر” التي يقودها “سهيل الحسن” بدعم مطلق من الاحتلال الروسي، صرح بمدى الخسائر الكبيرة التي تتعرض لها قواتهم في “سهل الغاب” بريف حمة بعد “وهم الانتصار” التي توهموه.
حيث ذكر قائد مجموعات “الحمزة” التابعة لميليشيات “النمر”، والمدعو “سليمان شاهين” بأن المناطق التي احتلوها مؤخراً من قلعة المضيق إلى بعض قرى سهل الغاب هي بحكم “السـ.اقطة عسكرياً”!
إقرأ أيضاً : الإعلان عن هدنة في إدلب والفصائل تعلن موقفها منها
وأكد شاهين بأنه مالم يتم السيطرة على منطقة “جبل الكركات” المطل بالكامل على هذه المنطقة التي يحتلونها، فلن يتمكنوا من الاحتفاظ طويلاً بسيطرتهم على هذه المنطقة أساساً.
جاء ذلك في منشور لـ “شاهين ” على حسابه الشخصي في “فيسبوك” بعنوان “قراءة للوضع الميداني بريف حماة كما هو، بعيداً عن صور السيلفي وتقارير رفع المعنويات”، وسرعان ما قام شاهين نفسه بحذف هذا المنشور!
وقال شاهين في منشوره: “عدم السيطرة على حرش وجبل الكركات يعني استهداف المسلحين لأي شيء يتحرك في المناطق المسيطر عليها مؤخراً في سهل الغاب، وهذا هو السبب الرئيسي للخسارات الكبيرة التي لحقت بالجيش خلال اليومين الماضيين”.
وأضاف: “يعني بشكل أوضح هو مستنقع استنزاف لقواتنا إذا بقي الوضع كما هو”. مما يؤكد الحالة المزرية والمأزق الحرج الذي تعيشه ميليشيات النظام في تلك المناطق.
وأكد “شاهين” على أن قواتهم تكبدت خسائر فادحة وعدداً كبيراً من القتلى والجرحى في منطقة “المقلع” أثناء محاولات السيطرة على الكركات إلا أنها لم تتمكن من إحراز أي تقدم فيها.
النظام في وضع حرج
وحذر “شاهين” بأن من أسماهم بـ “المسلحين” سيتمكنون من استرجاع المناطق التي خسروها بأي هجوم معاكس باعتبارها تحصيل حاصل وساقطة تلقائياً بسبب تمركزهم في جبل الكركات، مؤكداً بأن قوات النظام تمر بحالة استنزاف يومي.
وهذا وقد جرى تم طرح موضوع هدنة لمدة 72 من قبل الجانبين الروسي والتركي، وقد التزم النظام وميليشياته بهذه الهدنة بالفعل بسبب انهاكهم الشديد وخسائرهم الفادحة.
إلا أن الثوار رفضوا الإذعان لهذه الهدنة رفضاً قاطعاً، مؤكدين على أنهم لن يلتزموا بها إلا في حالة الانسحاب الكامل لقوات النظام من كافة المناطق التي احتلت مؤخراً، مع عودة جميع النازحين إلى مناطقهم.