تخطى إلى المحتوى

حزب الله يسحب عناصره من سوريا ويستغني عن موظفي قناة المنار لهذا السبب

توسعت ميليشيا “حزب الله” اللبنانية على مدى سنوات طويلة من المساعدات النقدية السخية من إيران، والإنفاق ببذخ على مقاتليها، وتمويل الخدمات الاجتماعية للناخبين وتأسيس ترسانة هائلة ساعدت في جعل تلك الميليشيا قوة إقليمية كبيرة.

إلا انه ومنذ أن فرض الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” قيوداً شاملة على التجارة مع إيران العام الماضي، تم تقليص قدرة إيران على تمويل حلفاء لها مثل “حزب الله”.

ولقد شهد حزب الله انخفاضاً حاداً في إيراداته، جعله مجبراً لإجراء تخفيضات صارمة على إنفاقه، وفقاً لمسؤولي حزب الله وأعضائه وأنصاره.

وقال أحد موظفي حزب الله في إحدى الوحدات الإدارية للمجموعة إن هناك مقاتلين يحصلون على رواتب منخفضة ومنهم من يعمل بدون أجر على الإطلاق.

كما يتم سحب الكثير من أولئك العناصر من سوريا، حيث لعبت الميليشيات دوراً فعّالاً في القتال لصالح رأس النظام السوري “بشار الأسد” وضمان بقائه.

ميليشيا “حزب الله” الايرانية اللبنانية

وقد تم إلغاء بعض البرامج على “قناة المنار” التلفزيونية التابعة لحزب الله، وتم الاستغناء عن بعض موظفيها، وفقاً لأحد المطلعين في حزب الله.

ويؤكد مسؤولو إدارة ترامب بأنهم قد قضوا على 10 مليارات دولار من الإيرادات الإيرانية منذ تشرين الثاني نوفمبر الماضي، مما تسبب في بؤس واسع النطاق لحياة العديد من الفقراء الإيرانيين وكذلك الإنفاق الحكومي لدى النظام الإيراني نفسه.

إقرأ أيضاً : السبب الحقيقي والخفي لمشاركة حزب الله في الحرب ضد السوريين! (فيديو)

يقول مسؤولون أمريكيون إن التوترات بين واشنطن وطهران ارتفعت بعد سريان مفعولها في 2 أيار مايو الحالي، مما أدى إلى إلغاء الإعفاءات من ثماني دول سُمح لها في السابق بمواصلة استيراد النفط الإيراني بهدف تخفيض صادرات النفط الإيرانية إلى “الصفر”.

ويقول الكثيرون بأن ضراوة العقوبات توفر حافزاً لطهران للرد على واشنطن متخطيةً “خطاً أحمر”، حيث لا تعطي العقوبات لإيران خياراً سوى الانتقام وفقاً لما قاله “كمال وزني” وهو محلل سياسي في بيروت متعاطف مع وجهة نظر إيران وحزب الله.

هذا ويعتبر تفاقم تدابير التقشف التي اعتمدها حزب الله مؤشراً هاماً ليس على مجرد تداعي الاقتصاد الإيراني فحسب، وإنما على قدرة إيران على دعم وكلائها الإقليميين.

مؤيدو “حزب الله” في لبنان يرفعون صور “حسن نصر الله” و”خامنئي”

واعترف مسؤول كبير في حزب الله – تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته وفقاً لقواعد المجموعة التي تحكم التفاعلات مع وسائل الإعلام – بأن الدخل من إيران قد انخفض مما اضطر حزب الله إلى خفض نفقاته.

وقال المسؤول: “لا شك أن هذه العقوبات كان لها تأثير سلبي لكن في النهاية تشكل العقوبات مكوناً من عناصر الحرب وسنواجهها في هذا السياق”.

وصرحت الإدارة الأمريكية في نيسان إبريل الماضي بأن إيران كانت ترسل إلى حزب الله ما يصل إلى 700 مليون دولار سنوياً، وهو ما يمثل 70 في المائة من إيرادات هذه الميليشيا.

لكن المسؤول المذكور في حزب الله قال بأن حزب الله لديه مصادر دخل أخرى ويخطط بقوة للبحث عن المزيد على أمل “تحويل هذا التهديد إلى فرصة” لتطوير مصادر دخل جديدة.

وفي هذه الظروف الاستثنائية، شن حزب الله حملة كبيرة للتعويض عن النقص في التمويل الإيراني من خلال التماس التبرعات، ويبدو أن الدافع يهدف إلى حشد المؤيدين وراء الميليشيا، لكنه يلفت الانتباه أيضاً إلى الصعوبات المالية التي تواجهها.

عرض عسكري لميليشيا “حزب الله” في لبنان

حملة تبرعات!

ومنذ حث زعيم الميليشيا “حسن نصر الله” أتباعه في خطاب ألقاه في شهر آذار مارس الماضي على المساهمة في ما أسماه “جهاد المال”، انتشرت صناديق التبرعات في شوارع المناطق الموالية لحزب الله وما وراءها.

وأصرّ مسؤول حزب الله على أن التخفيضات لم يكن لها أي تأثير على موقف الجماعة في الشرق الأوسط أو استعدادها العسكري، حيث قال: “ما زلنا نحصل على أسلحة من إيران وما زلنا مستعدين لمواجهة إسرائيل”.

وقالت “حنين غدار” الباحثة في شؤون حزب الله في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن حزب الله طلب التبرعات لسنوات من رجال الأعمال الأثرياء في لبنان والخارج، لكن العقوبات شكلت رادعاً لهؤلاء.

وقال “محمد عبيد” ـ وهو محلل سياسي مقيم في بيروت مقرب من الميليشيا ـ إن إستراتيجية حزب الله وإيران هي تحديد مصادر دخل بديلة إلى أن تنتهي حملة إدارة ترامب المناهضة لإيران بخروج ترامب نفسه من البيت الأبيض.

وكان حزب الله – الذي أسسه الحرس الثوري الإيراني في الثمانينيات – قوة حرب عصابات غامضة مكرسة لإخراج القوات الإسرائيلية التي كانت تحتل لبنان في ذلك الوقت ، ثم أصبح نموذجاً أولياً للقوات العميلة الإيرانية اللاحقة في المنطقة.

عن صحيفة “واشنطن بوست” بتصرف

مدونة هادي العبد الله

الوسوم: