مقطع فيديو قصير، يمكن لنا أن نقول وبكل أمانة وتجرد بأنه يروي قصة ثورة الشعب السوري بكل تفاصيلها، أسبابها، وخلفياتها، وبطولات أبناءها، وبطش وفظاعة تعامل من قمعوها ونكلوا بها.
فبعد ثماني سنوات من اندلاع ثورة الشعب السوري ضد نظام الأسد الاستبدادي الفاسد، لا زالت قصة الثورة تتكرر بحذافيرها في كل قرية، وكل حيّ، وكل بيت، مواكبة لكل الأحدث الجسام التي مرت عليها طوال هذه السنين الدامية الأليمة.
وبعد التصعيد الذي شنه النظام السوري مدعوماً بالاحتلال الروسي وميليشياتهما، تمكنت القوات المعتدية من التقدم بشق الأنفس إلى عدة قرى وبلدات ومدن في ريف حماة الشمالي.
إقرأ أيضاً : منطقة في سهل الغاب أذلت روسيا والأسد وقيادي في مليشيا النمر يعترف
وضمن منطقة سهل الغاب الممتدة شمالي حماة، تمكن النظام وحلفاؤه من السيطرة على شريط امتد من بلدة “كفرنبودة” شرقاً إلى مدينة “قلعة المضيق” التاريخية الاستراتيجية غرباً.
وإذ يدخل الغزاة إلى بيوت مدينة قلعة المضيق الفارغة التي هجرها أهلها خوفاً من بطش النظام، يفاجئون بمسنّ سوري رفض ترك منزله، وأبى إلا أن يبقى فيه.
ولم يرفض الشيخ مغادرة منزله فحسب، بل رفض أن يتبادل أي كلمة مع مرتزقة الاحتلال الروسي الأسدي الذين حاولوا مداهنته بلين في بادئ الأمر، واستدراجه في الحديث.
إلا أن صمود الشيخ المسنّ في وجوههم ولا مبالاته بهم استفزتهم إلى درجة كبيرة، ليظهروا فيما بعد وجههم الحقيقي الدميم أمام بسالة هذا الرجل ويستقووا عليه بكل سفالة وخسة معبرين بدقة عن أخلاق وحقيقة “جنود الأسد” !
تسجيل قصير جداً، يختصر قصة صمود شعب بطل، وسفالة طاغية متكبر متجبر، وثورة تأبى إلا أن تستمر وتتحدى المستحيل مهما كان الثمن.