في سياق مقابلة أجرتها الإعلامية الكويتية “فجر السعيد” مع الرئيس المصري الأسبق “محمد حسني مبارك”، تم الكشف عن العديد من المواقف التي قد لا يعلمها الكثيرون بخصوص “حافظ الأسد” وتصرفاته.
وقد تحدث مبارك أثناء المقابلة مطولاً عن رعايته للمفاوضات الأولى التي حاول النظام السوري بقيادة حافظ الأسد أن يتقرب من خلالها إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي علناً وللمرة الأولى.
حيث انخرط النظام السوري في منتصف تسعينيات القرن الماضي بمفاوضات مع الجانب الإسرائيلي بهدف استعادة الجولان مقابل توقيع معاهدة سلام شامل بين الطرفين.
إلا أن اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتذاك “إسحق رابين” ووصول اليميني المتشدد “بنيامين نتنياهو” إلى السلطة، جعل تلك المفاوضات تذهب أدراج الرياح.
إقرأ أيضاً : حسني مبارك يكشف عن تفاصيل علاقة الأسد بإسرائيل
وفي سياق آخر، تحدث مبارك عن موقف آخر جرى بينه وبين حافظ الأسد كان بمثابة الصدام الأول بينهما، وخاصة عندما كان حسني مبارك حديث العهد كرئيس لمصر، وبعد عزلة طويلة لمصر عن محيطها العربي بسبب توقيعها لمعاهدة السلام مع إسرائيل.
وتحدث مبارك في مقابلته تلك عن ذلك الصدام الذي جرى أثناء القمة الإسلامية التي جرت في الكويت منتصف ثمانينات القرن الماضي.
حيث كان مقرراً أثناء القمة أن يلقي الرئيس المصري كلمته قبل الرئيس السوري حافظ الأسد، إلا أن الوفد السوري أصر على أن يلقي كلمته قبل الوفد المصري، فرحب مبارك بهذا في بادئ الأمر.
الأسد يهاجم السادات
إلا أن حافظ الأسد بدأ كلمته بالهجوم على الرئيس المصري الراحل “أنور السادات” ملقياً عليه باللوم بسبب تنفيذه لاتفاقية “كامب ديفيد” مع إسرائيل والتي تم توقيع معاهدة سلام دائم بين كل من مصر وإسرائيل من خلالها.
ورغم رغبة الوفد المصري بالمغادرة احتجاجاً على إهانة السادات من قبل حافظ الأسد، إلا أن مبارك أصر على البقاء إلى أن حان ميعاد كلمته، فبدأها بقوله لحافظ الأسد: “أنا لا أسمح لك بالحديث عن الرئيس السادات بهذا الشكل”.
وقال مبارك: “قلت في كلمتي أن السادات توفى إلى رحمة الله وكان رئيس مصر وزعيم عربي ونحن في قمة إسلامية، فلن أرد على أي إساءة بإساءة احتراما للقمة ورئيس القمة”.
وأكمل قائلاً: “وأول ما بدأت الكلمة قام حافظ الأسد والوفد السوري لكيلا يسمع كلمتي، لكني لم أبالي وأكملت كلامي. لا يمكن أسمح بأي هجوم أو إساءة لرئيس مصري سابق وبالذات الرئيس السادات”.
وذكر مبارك بأن الرئيس السادات كان قد سافر إلى سوريا قبل توقيع معاهدة “كامب ديفيد”، وأخبر حافظ الأسد بكل تفاصيلها وبنيته أن يوقّعها، وقد كاد النظام السوري ان يأسر السادات ويمنعه من السفر، بل وحاولوا تعطيل طائرته لمنعه من حضور الاتفاقية.