تخطى إلى المحتوى

تعزيزات تركية ضخمة تدخل الأراضي السورية وتتجه نحو هذه المناطق

بعد التصعيد الأخير الذي يقوم به النظام السوري وحلفاؤه في الشمال السوري ضد مناطق إدلب وأريافها، ومع التوتر العام الذي بات يغلف العملية السياسية في سوريا، تعمل تركيا على تعزيز وجودها اكثر فأكثر ميدانياً في الشمال السوري.

ففي الفترة الأخيرة وإزاء التصعيد العسكري الأخير للنظام السوري وحلفائه، دفعت تركيا بالمزيد من قواتها – والقوات الخاصة تحديداً – إلى الحدود السورية التركية.

وقد كانت الدول الضامنة في محادثات آستانا (تركيا وروسيا وإيران) قد اتفقت في أيار مايو 2017 على إنشاء عدة مناطق “خفض تصعيد” في سوريا، تشمل مجمل المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا.

ومع سقوط مناطق “خفض التصعيد” تباعاً بيد النظام السوري الذي باغتها واحدة واحدة في الأشهر التالية، لم يبق في آخر المطاف إلا محافظة إدلب وما حولها من أرياف حلب وحماة واللاذقية.

إلا أن احتشاد أكثر من أربعة ملايين انسان – نزحوا من مختلف أنحاء سوريا – في تلك المنطقة، ومثول شبح كارثة إنسانية محدقة في تنفيذ أي هجوم على هذه المناطق، كل ذلك حدا بكبح جماح عدوان النظام السوري على هذه المنطقة.

إقرأ أيضاً : تركيا تنفذ إجراءات عسكرية شاملة في إدلب ومحيطها

وسرعان ما تم توقيع اتفاق “سوتشي” بين الطرفين التركي والروسي في أيلول سبتمبر 2018 لوقف إطلاق النار في إدلب وإنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح حولها.

إلا أنه وبالرغم من هذا الاتفاق والتزام كل من تركيا وفصائل المعارضة به، لم يتوقف العدوان الأسدي أبداً على هذه المنطقة، والذي كان آخره وأشرسه التصعيد العسكري الأخير بمعاونة الروس والميليشيات.

قمة سوتشي بين الرئيسين التركي والروسي

ومنذ بدء التصعيد، أرسل الجيش التركي تعزيزات ضخمة إلى الحدود وإلى قواعده المنتشرة فيها، كما سؤت أخبار مؤكدة عن تزويد تركيا لفصائل المعارضة بصواريخ مضادة للدروع.

وفي هذا السياق، يقو الكاتب التركي “عبد الله سليمان أوغلو” بأن تركيا تفاوض روسيا من جهة، ومن جهة اخرى تستعد للأسوأ، وتعزز نقاط قوتها على طاولة المفاوضات، ولا سيما بعد استهداف النظام لمواقع قريبة من نقاط المراقبة المنتشرة في محيط إدلب.

وأضاف سليمان أوغلو بأن الروس لا يظهرون أي جدية في التهدئة ووقف إطلاق النار، وموسكو تريد الهدنة فقط بغاية إعطاء فرصة لميلشيات النظام لالتقاط أنفاسها وإعادة تجميع قواها وإمداداتها.

رسائل للنظام وحلفاءه

هذا وقد أشار “مضر حماد الأسعد” الناطق باسم المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية إلى خشية الجانب التركي من عدم وجود أية نية لدى الجانب الروسي بخصوص مسألة منع التصعيد وكبح جماح النظام وميليشياته.

وقال الأسعد إن “الهجوم الأخير على أرياف حماة وإدلب من النظام وبدعم روسي، أزم الموقف التركي، وتحديدا بما يتعلق بالكارثة الإنسانية المحتملة، في حال استمر الهجوم على إدلب، وبدأت تركيا تشعر بأن الوضع الإنساني سيكون أحد أوراق الضغط عليها من جانب روسيا وإيران والنظام السوري”.

وقال الأسعد بان تركيا لن تدع النظام يواصل تصعيده العدواني على إدلب، والدليل هو الدفع بمزيد من القوات إلى الحدود فيما يمكن اعتباره رسالة للنظام ولمن يدعمه.

وشدد الأسعد على أن لتركيا دور هام جداً في أحداث المنطقة، بحكم كونها الجار الأقرب اولاً، ولكونها الضامن لفصائل المعارضة في المحادثات السياسية ثانياً.

قوات تركية متوجهة إلى الحدود السورية

الباحث في الشأن السوري “أحمد السعيد” أكد بأن قرب تركيا من إدلب يجعلها في موقف قوي، مقارنة ببقية الأطراف المعنية بالشأن العسكري في إدلب أي روسيا وإيران.

وأوضح بأن إرسال مزيد من التعزيزات العسكرية التركية إلى الحدود السورية بالتزامن مع المباحثات التركية الروسية الأخيرة، يدل على مدى قوة تركيا وقدرتها على التحكم في الشمال السوري.

وأضاف السعيد بقوله: “تركيا التي تنشر نقاط مراقبتها في إدلب، تهدد أن الاقتراب من تلك النقاط واستهدافها مجددا، يعني أن قواعد الاشتباك تغيرت، وأن قوات النظام باتت هدفا للجيش التركي”.

ومن الجدير بالذكر أن فصائل “الجبهة الوطنية للتحرير” كانت قد دفعت بالمزيد من قواتها لمواجهة تصعيد قوات الأسد وحلفاءها على إدلب وما حولها، فيما سرت أخبار مؤكدة عن تلقيهم دعماً عسكرياً من الجانب التركي.

مدونة هادي العبد الله