تخطى إلى المحتوى

“شيخ الجبل” أصبح شبيحاً موجوداً في كل أحياء مدينة حمص!

بالرغم من سيطرته الكاملة على مدينة حمص مطلع عام 2017، إلا أن النظام السوري لا زال حتى الآن يترك المدينة السورية عرضة للعـ.صابات التشبيحية.

حمص … المدينة السورية التي كانت من أوائل المدن التي ثـ.ارت وبقوة ضد النظام الأسدي ، والتي قصف النظام أحيائها الثائـ.رة منذ الشهور الأولى للثورة، حمص اليوم لا زالت تدفع فاتورة باهظة بتحكم بضع عصابات بأهلها ومقدراتها.

وفي سياق الحديث عن الوضع الأمني في المدينة، صرح رئيس اتحاد العمال في محافظة حمص “نزار العلي” بأن مجموعة محددة من الأشخاص هي التي باتت تتحكم بمصير المدينة، وطالب بوضع حد لتصرفاتهم وإجرامهم.

وقال العلي بتصريح لجريدة “الوطن” الموالية للنظام، بأنه ” لا يوجد شارع في حمص إلا وفيه جبل شيخ جبل” مشيراً بهذا الوصف إلى زعماء العصابات الذين يتحكمون بالمدينة ويشيعون الرعب فيها.

إقرأ أيضاً : عماد أحمد الأسد يرهب اللاذقية وينشر قواته من أجل مزاد علني

وشخصية “شيخ الجبل” هي عبارة عن دور بطولة قادم بتأديته الممثل السوري “تيم حسن” في مسلسل تم عرض جزئين منه سابقاً، ويعرض الجزء الثالث الآن خلال رمضان الحالي.

وتمثل شخصية شيخ الجبل رجلاً مختصاً بأمور التهريب وتجارة السلاح والمخدرات، ويلجأ لحل مشاكله بلغة العنف والقوة، في محاكاة شوهاء لسلسة “الأب الروحي” العالمية الشهيرة التي قام العملاق “آل باتشينو” ببطولة أجزاءها الثلاثة.

وبالرغم من ذلك، لاقى المسلسل الذي يحمل اسم “الهيبة” رواجاً واسعاً في الساحة العربية، ويتم عرض اجزاءه سنوياً على محطة MBC التي تخصصت على ما يبدو في تشويه الذوق الفني العام للشعوب العربية قاطبة!

الممثل السوري “تيم حسن” في مسلسل “الهيبة”

وبالعودة إلى موضوعنا الأساسي، أكد العلي بأن 250 شخصاً فقط هم من باتوا يتحكمون في مصير المحافظة، ويملكون 500 مليار ليرة سورية، وهذا ما يفوق مجمل الرواتب والأجور الحكومية لسنة 2011 لوحدها بالكامل.

كما تحدث العلي عن الواقع الخدمي السيء في المحافظة، مؤكداً على أن 70% من الموطنين لم يستلموا مخصصاتهم من مازوت التدفئة على سبيل المثال.

وطالب العلي بأن تكون الجولات “الحكومية” منتجة وفاعلة في المحافظة، لا مجرد “استعراض فيسبوكي” على حد تعبيره.

الشبيحة هم الأصل والمنبع

ومن الجدير بالذكر بأنه قد انتشرت في جميع المحافظات السورية التي “يحررها” نظام الأسد عصابات مارقة إجرامية تعيث فساداً في المدن دون ضابط ولا رابط.

ويؤكد ناشطون على أن هذه العصابات التي أطلق النظام يدها في المناطق التي يسيطر عليها هي ذاتها عصابات “الشبيحة” الذين ارتبط ذكرهم بعمليات القمع والقتل والاعتقال والتعذيب في بدايات الثورة السورية.

نماذج عن شبيحة الأسد

ولا بد أن السيد “نزار العلي” وغيره من المسؤولين “الشجعان” يدركون تماماً هذه الحقيقة، ويعلمون بأن هذه العصابات مدعومة من أعلى المستويات في النظام الذي ارتضوا العيش تحت سقفه والسكوت عن جرائمه.

وبدلاً من انتقاد هذا النظام – الذي هو رأس كل فساد – والانتفاض ضده، يلجؤون كالعادة إلى لوم “الحكومة” أو “المحافظ”، دون أن يجرؤوا على توجيه اللوم إلى عنصر أمن أو مخابرات أو شبيح مرتبط بمافيا النظام الكبرى.

مدونة هادي العبد الله