تتوالى على الساحة الداخلية السورية – وفي مناطق سيطرة النظام تحديداً – مظاهر مد النفوذ وبسط السلطة داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية تحديداً بين جميع الأطراف، وبخاصة بين كل من روسيا وإيران.
وفي هذا السياق، صدر أمس قرار بوضع مدير مكتب “ماهر الأسد” قائد الفرقة الرابعة في جيش النظام وشقيق رأس النظام بشار الأسد، تحت الإقامة الجبرية.
هذا وقد كان مدير مكتب ماهر الأسد العميد “غسان بلال” قد استدعي عدة مرات إلى القصر الجمهوري، واجتمع مع عدة شخصيات مقربة من رأس النظام، صدر على إثرها قرار بوضعه تحت الإقامة الجبرية دون معرفة التهم التي نسبت إليه.
إقرأ أيضاً : خلاف كبير بين روسيا وماهر الأسد .. ما دور سهيل الحسن
وبحسب بعض المصادر فقد كان من المقرر اعتقال بلال في سجن “صيدنايا” العسكري سيء السمعة، إلا أن تدخل العديد من الشخصيات المرتبطة بإيران وحزب الله، وتدخل ماهر الأسد شخصياً قد حال دون ذلك.
وإلى جانب اعتقال مدير مكتب ماهر الأسد فقد تم اعتقال شقيقه “محمد بلال” أيضاً، والعامل في مطار المزّة العسكري، حيث تم وضعه أيضاً تحت الإقامة الجبرية.
وبحسب بعض التسريبات، فقد جاءت هذه الإجراءات بحق غسان بلال وأخيه بعد أن تم طرح اسمه من قبل الإيرانيين ليتولى رئاسة المخابرات العسكرية عوضاً عن اللواء “محمد محلا” المدعوم روسياً.
حرب باردة
وهذا ما شكل نقطة تعارض وصدام اخرة بين كل من المصالح الروسية والمصالح الإيرانية داخل النظام السوري، والتي تشهد انقساماً وصراعاً حقيقياً في الفترة الأخيرة.
وتجلى هذا الصراع بانقسام رجال الجيش والأمن وحتى السياسة داخل النظام على معسكرين متضادين، أحدهما ولائه وارتباطه بإيران، والآخر ولائه وارتباطه بروسيا.
ومن الجدير بالذكر بأن هذا الصدام يتنامى لدرجة وصوله إلى بعض الاشتباكات المسلحة في الفترة الأخيرة بين الطرفين كما حدث في عدة محافظات سورية.
كما حدثت عدة مرة صدامات ومواجهات بين كل من الفرقة الرابعة في الجيش التي يقودها “ماهر الأسد” والمدعومة إيرانياً، وبين ميليشيات “النمر” التي يقودها “سهيل الحسن” والمدعومة روسياً.