بعد أن وصلت المفاوضات بين الجانبين الروسي والتركي إلى طريق مسدود بخصوص الهدنة التي اقترحها الجانب الروسي، أصرت المعارضة السورية على الرد بطريقتها ضد تصعيد النظام السوري وحلفائه.
فبعد التصعيد الأخير الذي شنه النظام السوري وحلفاؤه الروس على محافظة إدلب وكل من ريفي حماة واللاذقية، تمكن النظام من السيطرة على مساحات واسعة في منطقة سهل الغاب.
وشملت المنطقة المحتلة شريطاً ممتداً من “كفرنبودة” شرقاً إلى “قلعة المضيق” غرباً، بينما باءت محاولتهم في التقدم بريف اللاذقية بالفشل الذريع.
إقرأ أيضاً : الفصائل الثورية ترد ميدانياً على تصعيد النظام وحلفائه وتبدأ عملية عسكرية لاستعادة المناطق
وكرد على التصعيد العدواني الأخير من قبل النظام وميليشياته وحلفاءه، أعلنت فصائل المعارضة يوم أمس البارحة إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق لشن هجوم معاكس على قوات النظام.
وعلى إثر الهجوم، وبعد عشر ساعات متواصلة من المعارك الشرسة، تمكنت فصائل الثورة من السيطرة مجدداً على بلدة “كفرنبودة” التي احتلها النظام مؤخراً. كما سيطرت الفصائل على منطقة “تل هواش” و”الحميرات” في ريف حماة الشمالي.
هذا ولم يصدر أي تعليق من طرف النظام السوري على سيطرة فصائل المعارضة على البلدة، فيما نفت إذاعة “شام إف إم” الموالية للنظام انحساب قوات الأسد منها.
تعتبر بلدة “كفرنبودة” بمثابة بوابة للمناطق المحررة التي تسيطر عليها فصائل الثورة في الشمال السوري، وهي منطقة تعتبر على الخط الحدودي الفاصل إدارياً بين محافظتي إدلب وحماة، كما تعتبر خطاً دفاعياً هاماً لمحافظة إدلب التي تسيطر عليها فصائل الثورة.
أهمية استراتيجية
وتشكل المنطقة التي تحاول قوات الأسد التوغل فيها أهمية استراتيجية كبرى، باعتبارها صلة الوصل بين ريف حماة الشمالي ومنطقة سهل الغاب في ريف حماة الغربي.
هذا وقد اكدت وكالة “إباء” التابعة لـ “هيئة تحرير الشام” بأن مجموعة كاملة من عناصر ميليشيات النظام قد قـ.تلت داخل كفرنبودة خلال الاشتباكات المستمرة داخل البلدة، في حين تمكن عناصر الهيئة من أسر عنصرين من عناصر قوات الأسد.
كما تمكنت فصائل الثورة من أسر أحد الضباط القياديين في ميليشيات النظام، وهو العقيد “عبد الكريم سليمان” من حمص.
ويأتي هذا العمل العسكري الحاسم بعد أن حشدت فصائل المعارضة قواتها بشكل مكثف في الأيام القليلة الماضية على جبهات ريف حماة الشمالي، في ظل انتشار معلومات تؤكد عن استلام الفصائل لعدد كبير من الصواريخ المضادة للدروع قدمتها تركيا لهم.