تخطى إلى المحتوى

إعلاميو نظام الأسد بين شقّيّ الرحى ومتنفسهم الوحيد هو منصات التواصل!

بات الإعلاميون المؤيدون لنظام الأسد وحلفائه في حالة حرجة لا يحسدون عليها في ظل تنامي القمع الذي يواجهون به في الآونة الأخيرة بشكل غير مسبوق.

فبعد ثماني سنوات من تأييدهم الأعمى لآلة الحرب التي يطلقها النظام وحلفاؤه بلا هوادة على الشعب السوري وثورته المحقة في سبيل الحرية والكرامة، فوجئوا بإجرام النظام وقمعه وقد وصل إليهم شخصياً.

وللأسف، لم يكتشف أولئك الإعلاميون الضالون المضللون مدى إجرام نظامهم “العزيز” إلا بعد أن وصل بطش هذا النظام ليطالهم ويطال حرياتهم وأصواتهم وممارساتهم، بعد أن توهموا أنهم محميون وأنهم فوق المحاسبة بمعية تأييدهم وتطبيلهم لنظام الأسد ورموزه.

اعتقالات ومضايقات بل وحتى اعتداءات بدأت تطال العديد من الإعلاميين والصحفيين الذين كانوا لفترة من أشد الموالين لنظام الأسد، لنفاجئ بتصريحات نارية لهم على مختلف منصات التواصل الاجتماعي.

تلك المنصات التي تحولت إلى “حائط مبكى” ودواوين تظلم” بالنسبة لأولئك الإعلاميين المصدومين بمعاملة نظام الأسد لهم، بعد ان توقعوا “تكريماً” على انبطاحهم وتملقهم الطويل لنظام الأسد طوال فترة الثورة.

إقرأ أيضاً : رئيس تحرير صحيفة موالية يعتزل الصحافة بعد حادثة وقعت مع زميله المراسل

إذ أعلن كل من “علي حسون” رئيس تحرير جريدة “الأيام” الموالية، والمراسل الحربي لدى ميليشيات النظام “ياسر العمر”، يوم أمس السبت، اعتزالهما العمل الإعلامي تضامناً مع ما حدث للمراسل الحربي “رئيف سلامة” الذي اعتقل لمدة ٢٨ يوماً في دمشق.

المنشور الذي كتبه “علي حسون” قبل حذفه

حيث كان “رئيف سلامة” قد اعتقل بحجة الإساءة إلى وزير الصحة بعد أن كان قد وجه انتقادات له في وقت سابق، ما أثار موجة من السخط والاحتجاج في أوساط إعلاميي النظام.

وبعد خروج سلامة من سجنه، تحدث عن تفاصيل وخلفيات اعتقاله، ضمن مجموعة منشورات كتبها على حسابه الشخصي في “فيسبوك”، مختتماً إياها بقراره اعتزال العمل الإعلامي احتجاجاً على ما حدث له.

كما عبر “علي حسون” رئيس تحرير جريدة “الأيام” عن استياءه الشديد مما حدث لرئيف سلامة، متحدثاً عن ان كثيرين من قبله قد تعرضوا لمواقف كهذه، ولازال هناك المزيد.

وختم حسون منشوره الاحتجاجي بقراره أن يعتزل العمل الإعلامي هو الآخر احتجاجاً وتضامناً مع ما حدث لرئيف سلامة، واصفاً قراره بأنه “بكامل الجبن والخوف”، في بلد لم يعد أحد يجرؤ فيه عن التعبير عن رأيه.

اعتزالات بالجملة!

وفي موقف مماثل، أعلن المراس الحربي لدى قوات النظام “ياسر العمر” عن اعتزال العمل الإعلامي أيضاً رداً على تصرفات النظام الأخيرة تجاه الإعلاميين الموالين له.

وكان العمر قد كتب منشوراً مطولاً في حسابه الشخصي على “فيسبوك” تحدث فيه عن المعاناة والضغوط التي يتعرض لها العاملين في السلك الإعلامي عند نظام الأسد تحت تهم “النيل من هيبة الدولة وشق الصف” وما يتبعها من سجن وتحقيق ومساءلة قانونية.


كما تحدث العمر عن معاناته الشخصية وتعرضه للاعتقال والسجن ثلاث مرات في الأفرع الأمنية والجنائية بحمص ودمشق، وتبليغه لحضور أربع محاكم بتهم النيل من هيبة الدولة وشق الصف والنيل من الحرية الشخصية ووصولاً للاشتباه بكونه عميلاً!

منشور “ياسر العمر” قبل حذفه

ومنذ فترة ستة أشهر تقريباً، تم اعتقال واحد من أبرز الإعلاميين الموالين للنظام، ألاو هو “وسام الطير” مدير وكالة “دمشق الآن” الإعلامية بنفس التهم السابقة، ولازال معتقلاً حتى اليوم دون معرفة أي شيء عنه أو عن مكان اعتقاله.

الملفت للنظر، أنه وبالرغم من كون “الفيسبوك” قد أضحى منصة احتجاج مفتوحة لإعلاميي النظام “المظلومين”، إلا أن جميع المنشورات التي تتحدث عن معاناة أولئك الإعلاميين واحتجاجاتهم كانت تحذف بعد ساعات من نشرها، ومن أصحابها أنفسهم!

وهذا ما يضع المتابع السوري في حالة شك حقيقي إزاء مدى شجاعة ومصداقية أولئك الإعلاميين الذين يدعون الاحتجاج والتمرد ضد تصرفات النظام الذي لطالما مالئوه وطبلوا له طوال ثمان سنوات، دون أي اعتبار لمعاناة الشعب السوري تحت وطأة طغيان هذا النظام المجرم.

مدونة هادي العبد الله