إثر تناقل معلومات مؤكدة عن استخدام النظام السوري لغاز الكلور في تصعيده الأخير ضد أرياف حماة واللاذقية، انبرى الجانب الروسي كعادته للدفاع عن النظام نافياً كل ما ارتكبه.
هذا وقد أكدت العديد من الجهات الرسمية والدولية بأن النظام السوري قد قام بقصف “تلة الكبينة” بريف اللاذقية الشمالي الشرقي بصواريخ محملة بغاز الكلور السام منذ حوالي أسبوع.
وأتى هذا الإجراء في سياق محاولاته المستميتة – والفاشلة في الوقت ذاته – للتقدم بريف اللاذقية الشرقي الذي تسيطر عليه فصائل الثورة السورية.
إقرأ أيضاً : قوات الأسد تستخدم غاز الكلور على أحد الجبهات المستعصية
بالمقابل وجهت وزارتا الدفاع والخارجية الروسيتان انتقادات حادة اللهجة إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن صرحت الأخيرة بورود تقارير عن استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية في تصعيده الأخير.
وقال الجانب الروسي بأن الولايات المتحدة مستمرة في “اختلاق الأكاذيب” حول إدلب، وأنها تحاول الترويج لكذبة جديدة أمام العالم، في الوقت الذي لا تلمك فيه أي جهة معلومات حقيقية عن أي هجوم كيماوي على حد زعمهم.
ويأتي هذا الرد الروسي العنيف بعد أن قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية يوم الخميس بأن الولايات المتحدة تملك تقارير عدة تشير إلى استخدام أسلحة كيماوية خلال هجوم شنته قوات نظام الأسد شمال غرب سوريا، لكن لم تصل بعد إلى نتيجة قاطعة.
بينما قالت وزارة الخارجية الفرنسية يوم الأربعاء بأنها تأخذ بعين الاعتبار الأنباء “المقلقة” عن استخدام قوات الأسد أسلحة كيميائية، مؤكدة على ضرورة دراسة هذه المعلومات.
وفي السياق ذاته أكدت رئيسة الوزراء البريطانية “تيريزا ماي” بأن قوات بلادهم وحلفائها تدرس الرد وبقوة على نظام الأسد في حال تأكد استخدامه للسلاح الكيماوي فعلاً.
دعم لا محدود
هذا وقد أكد تقرير لـ “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” بأن الدعم الروسي لنظام الأسد يجعل من روسيا متورطة في جرائم الحرب التي يرتكبها هذا النظام منذ آذار مارس 2011 عقب اندلاع الثورة ضده.
وأشار التقرير إلى أن روسيا استخدمت حق النقض “الفيتو” 12 مرة بشكل تعسفي، ومن ضمنها 6 مرات فيما يتعلق بالأسلحة الكيماوية، كما منعت تمديد عمل آلية التَّحقيق الدولية المشتركة وعرقلت كل التحقيقات الدولية بشأن الهجمات الكيماوية للأسد.
يذكر بأن روسيا تقدم دعماً سياسياً مطلقاً لنظام الأسد منذ انطلاق الثورة السورية حتى اليوم، إضافة للدعم العسكري، ومن ثم التدخل العسكري المباشر أواخر عام 2015 لدعم النظام بعد أن أوشك على الانهيار التام.