بعد الموقف الذي آلت إليه تركيا بتوسطها مكاناً معيناً بين المعسكر الروسي والمعسكر الأمريكي، باتت الاتفاقيات التقنية الموقعة بين الأتراك والروس محط تساؤل وقلق من الروس أنفسهم
فوفقاً لصحيفة “فوينيه أوبزرينيه” الروسية، فقط باتت روسيا قلقة من احتمال توقيع اتفاقية عسكرية تركية أمريكية تجعل روسيا طرفاً خاسراً في نهاية المطاف.
وقالت الصحيفة بأن اتفاقية تزويد تركيا ببطاريات صواريخ “إس-400” ليست قضية سهلة كما يظن البعض، إنما تسير هذه الصفقة بصعوبة بالغة بسبب الضغوطات الأمريكية التي تمارس على تركيا من الطرف المقابل.
إقرأ أيضاً : لقاء استخباراتي وعسكري مفاجئ بين روسيا وتركيا
ويعود السبب في ذلك إلى أن تركيا تريد “اصطياد عصفورين بحجر واحد” كما تقول الصحيفة، فهي تريد الحصول على صواريخ “إس-400” الروسية، إلا أنها تريد الحصول على صواريخ “باتريوت” الأمريكية في الآن ذاته.
هذا الأمر هو ما يجعل تركيا في وضع معقد بين كل من روسيا والولايات المتحدة، إذا أن حصولها على التكنولوجيا المتقدمة لأحد الطرفين يمنعها من الحصول على تكنولوجيا الطرف الآخر، الأمر الذي لا تريده تركيا بحال من الأحوال.
وأشارت الصحيفة إلى أن الدعم العسكري الذي تؤمنه تركيا للمعارضة السورية في إدلب يزيد من صعوبات التعاون بين كل من روسيا وتركيا على المدى الطويل.
صفقات لم تتم
يشار إلى أن تركيا كانت قد قررت الحصول على منظومة “إس-400” الروسية بعد ان واجهت صعوبات مع الطرف الأمريكي في الحصول على منظومة “باتريوت” الأمريكية.
إلا أن الولايات المتحدة لم تكتف بهذا فقط، فبينما تكاد تركيا تضع اللمسات الأخيرة على صفقة “إس-400” مع روسيا، هددت الولايات المتحدة بحرمان تركيا من الحصول على حصتها من مقاتلات “إف-35” المتطورة.
ومشروع تطوير مقاتلات “إف-35” هو مشروع مشترك بين كل من الولايات المتحدة وتركيا وبريطانيا وإيطاليا وهولندا والنرويج وكندا، ومن المفترض أن تحصل تركيا على حصتها من تلك المقاتلات دون أي شروط مسبقة من أي طرف.