لا زالت ردود فعل الاستنكار حيال ما يقوم به النظام السوري وحليفه الروسي في إدلب تتوالى منذ شهر تقريباً، صادرة عن العديد من الجهات الرسمية والمجتمعية في مختلف أنحاء العالم.
وفي هذا السياق، قال “كرم قنق” رئيس الهلال الأحمر التركي خلال حديثه لوكالة “الأناضول” بأن المدنيين في إدلب شبه محاصرين، ولم يعد لديهم مكان يأوون إليه جراء الهجمات التي يشنها نظام الأسد وحلفاؤه على مدنهم وقراهم.
ودعا قنق المجتمع الدولي لاتخاذ واجباته في سبيل حماية المدنيين في إدلب، مؤكداً بأن مجازر فظيعة تحدث هناك يومياً بسبب قصف نظام الأسد وحلفائه للمناطق السكنية والمرافق الحيوية.
إقرأ أيضاً : الهلال الأحمر التركي يجيب على عشرة أسئلة هامة طرحها السوريون
وقال قنق: “يجري قصف المناطق المدنية بشكل مقصود، والذين يُقتلون هم أطفال ونساء ونازحون أبرياء لا يحملون سلاحاً بأيديهم”.
وقال قنق بأن قوات النظام السوري تقوم بإلقاء البراميل المتفجرة على مناطق مكتظة بالمدنيين، وأن هذه العملية تشكل جريمة حرب صريحة، وكل ذلك بهدف تهجيرهم من مناطقهم.
وتابع قنق بقوله بأن هناك أربعة ملايين انسان في إدلب يواجهون خطر الإبادة، وهناك نصف مليون منهم قد نزحوا بالفعل إلى قرب الحدود التركية، مؤكداً بأن الحكومة التركية والهلال الأحمر التركي يسعون بكل جهدهم لحماية ومساعدة أولئك النازحين.
عدوان ممنهج
وأكد قنق بأن الهجمات التي يشنها النظام تتكرر في أوقات الإفطار والسحور وفي الأسواق العامة بشكل متعمد، داعياً الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لإدانة هذه الجرائم بشكل واضح وصريح.
كما حذر قنق من تداعيات هذا التصعيد العدواني بما يمكن أن يتحول إلى مشكلة إنسانية كبيرة ليس لتركيا فحسب وإنما لأوربا وللعالم أجمع، مما يضع كامل المجتمع الدولي أمام مسؤولية كبيرة إزاء ما يحدث.
هذا ويشن النظام السوري مدعوماً بميليشياته وطائرات حليفه الروسي حملة تصعيد عنيف من القصف ضد محافظة إدلب وأرياف حلب وحماة واللاذقية منذ أواخر شهر نيسان أبريل الماضي.
وقد أدى القصف لمقتل وجرح المئات من المدنيين، وتشريد قرابة نصف مليون انسان، إضافة لدمار هائل في المرافق الحيوية والبنى التحتية.