صرح رئيس الهيئة السورية العليا للتفاوض “نصر الحريري” في حديث لصحيفة “الشرق الأوسط” بأن بشار الأسد بات عبءً ثقيلاً على حلفائه وداعميه، وبأنهم باتوا يبحثون عن خيارات بديلة لاستبداله.
وقال الحريري بأن الدعم الروسي والإيراني لنظام الأسد وصل إلى نهاية مسدودة مع اشتداد العقوبات الأمريكية على كل من روسيا وإيران، بما جعلهما في حالة من العزلة الدولية بسبب دعمهما لنظام الأسد.
وأكد الحريري بأن الولايات المتحدة تشدد على تنفيذ القرار 2254 إضافة لوجوب التخلص من الوجود الإيراني في سوريا، وهو ما تم مناقشته في الاجتماع الثلاثي الذي جمعها مع كل من روسيا وإسرائيل يوم أمس في القدس المحتلة.
وقال الحريري بأن روسيا معنية بالدرجة الأولى بوقف التصعيد الحالي في محافظة إدلب السورية، لأنها جزء من اتفاق “سوتشي” ولأنها الداعم الرئيسي للنظام السوري، مؤكداً استمرار الجهود لوقف إطلاق النار.
إقرأ أيضاً : إعلامي مؤيد للنظام يكشف تهيئة الروس لسهيل الحسن بديلاً لبشار الأسد
وأشار الحريري إلى أن نظام الأسد يخضع الآن لتجاذب كل من روسيا وإيران باتجاهين مختلفين، مما ينعكس سلباً على تماسك بنيته وولاء كوادره، إضافة للوضع الاقتصادي الخانق الذي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم.
وأكد الحريري على أن النظام فشل في إعادة علاقاته السليمة مع المجتمع الدولي والدول العربية، كما فشل في إقناع العالم من خلال روسيا بقدرته على إعادة اللاجئين، كما فشل أيضاً في إعادة السيطرة على مناطق شرق الفرات التي تحتلها ميليشيات “قوات سوريا الديمقراطية” بدعم من قوات التحالف.
يشار إلى أنه وفي سياق المحادثات المستمرة بين الجانبين الروسي والامريكي في الشأن السوري، يدور الحديث الآن عن خطة سلام يجرب الإعداد لها بين الجانبين.
محادثات سلام
وقد أعلن “جيمس جيفري” المبعوث الأمريكي للشأن السوري بأن الولايات المتحدة وروسيا تسعيان من خلال محادثات حثيثة مشتركة لإيجاد حل يعيد سوريا إلى المجتمع الدولي وينهي حالة العزلة التي تسبب بها النظام الحالي.
وصرح جيفري بعد اجتماعه البارحة بشكل مغلق مع مندوبي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن: “إن موسكو وواشنطن تستكشفان مقاربة تدريجية خطوة بخطوة لإنهاء النزاع السوري المستمر منذ 8 أعوام، لكن هذا يتطلب اتخاذ قرارات صعبة” بحسب تعبيره.
وقال جيفري: “هناك رغبة ضاقة لإنهاء هذا الصراع من قبل جميع الأطراف، إلا أن ذلك سيتطلب اتخاذ قرارات صعبة، ليس من جانبنا فحسب، ولكن قرارات صعبة من جانب الروس أيضاً، وفوق كل ذلك قرارات صعبة من جانب النظام السوري”.
واكد كل من جيفري ووزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” بأن محادثاتهم مع الروس كانت مثمرة، وأنهم قد نالوا انطباعاً عاماً باستعداد الروس لتحقيق المصالح الأمريكية في سوريا، ودعم العملية السياسية بما يضمن انتقالاً للسلطة وتثبيتاً للحكومة وبدءاً بعودة النازحين وفض النزاع.