تخطى إلى المحتوى

عرض أمريكي للمساهمة في إعادة إعمار سوريا وإنهاء عزلة نظام الأسد

يدور الحديث في الأوساط السياسية المعنية بالقضية السورية عن تحضير الولايات المتحدة الأمريكية لخطة تكون بمثابة خارطة طريق في سبيل إيجاد حل للأزمـ.ة في سوريا.

وتقول العديد من المصادر الدبلوماسية بأن هذه الخطة تتضمن رفع العـ.قوبات عن النظام السوري، والمساعدة في إعادة إعمار سوريا، وإعادة الاعتراف بشرعية النظام السوري بما ينهي عزلة سوريا دولياً.

بالمقابل تطلب الولايات المتحدة من روسيا التزاماً بإخراج إيران من سوريا وإنهاء وجودها، إضافة لتفعيل العملية السياسية بدءاً باللجنة الدستورية مروراً بتفعيل القرار الأممي 2254.

وقد أعلن “جيمس جيفري” المبعوث الأمريكي للشأن السوري بأن الولايات المتحدة وروسيا تسعيان من خلال محادثات حثيثة مشتركة لإيجاد حل يعيد سوريا إلى المجتمع الدولي وينهي حالة العزلة التي تسبب بها النظام الحالي.

إقرأ أيضاً : جيفري وبيدرسون.. وتصريحات جديدة حول الوضع في إدلب

“جيمس جيفري” المبعوث الأمريكي للشأن السوري

وصرح جيفري بعد اجتماعه منذ أيام مع مندوبي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بأن: “موسكو وواشنطن تستكشفان مقاربة تدريجية خطوة بخطوة لإنهاء النزاع السوري المستمر منذ 8 أعوام، لكن هذا يتطلب اتخاذ قرارات صعبة”.

وأكمل بقوله: ” لكن حتى الآن لم نر خطوات جادة مثل وقف إطلاق النار في إدلب أو اجتماع اللجنة الدستورية، من أجل إعطائنا ثقة بأن نظام الأسد يفهم حقا ما يجب أن يفعله لإنهاء هذا النزاع”.

وقال جيفري: “هناك رغبة ضاقة لإنهاء هذا الصراع من قبل جميع الأطراف، إلا أن ذلك سيتطلب اتخاذ قرارات صعبة، ليس من جانبنا فحسب، ولكن قرارات صعبة من جانب الروس أيضاً، وفوق كل ذلك قرارات صعبة من جانب النظام السوري”.

مسار جديد

يشار إلى أن الولايات المتحدة كانت قد توقفت عن مطلبها برحيل الأسد مؤخراً، بل وحتى باتت تصريحات دبلوماسييها توحي بأنها مستعدة لتقديم حوافز للمساعدة في طرح احتمالات للتسوية بشأن القضية السورية.

هذا وقد ناقش وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” في روسيا منذ أيام الخطة التي تسمح لنظام الأسد بأن يلتزم بالقرار الصادر عن الأمم المتحدة رقم 2254 مما يخولها بأن تعود مجدداً إلى كنف المجتمع الدولي.

الرئيس الروسي مع وزير الخارجية الأمريكي

يشار إلى ان القرار 2254 يدعو إلى عقد محادثات سلام بين الأطراف السورية، ووضع دستور جديد، وإجراء انتخابات بإشراف الأمم المتحدة.

وتعتبر هذه التفاهمات الامريكية الروسية بشأن سوريا استطراداً لما تم الاتفاق عليه في قمة “هلسنكي” في تمور يوليو العام الماضي بين الرئيسين الأمريكي والروسي.

إلا ان الولايات المتحدة لازالت تحاول التلويح بأوراقها للضغط على روسيا لإخراج إيران من المنطقة، بما في ذلك التهديد بالإبقاء على القوات الأمريكية في شرقي الفرات بمشاركة دول أوروبية عضوة في التحالف الدولي.

كما تلوّح الولايات المتحدة بعرقلة أي تطبيع مع النظام السوري، على غرار ما فعلته أواخر العام الماضي حين ضغطت على الدول العربية للتريث قبل إعادة علاقاتهم مع النظام السوري، إضافة إلى التهديد بإعاقة عملية إعادة الإعمار في سوريا، والتهديد بتطبيق قانون “قيصر” الذي سيفرض حصاراً خانقاً على النظام السوري وكل من يتعامل معه.

مدونة هادي العبد الله