تتوالى التصريحات الصادرة مؤخراً عن عدة مسؤولين أمريكيين بخصوص الشأن السوري وإمكانية إجراء خطة سلام جديدة بالاتفاق مع الروس لإعادة الشرعية إلى نظام الأسد مقابل إخراج إيران من سوريا.
إلا أن هذه التصريحات بدأت تأخذ منحىً متناقضاً بعد تقرير نشرته صحيفة “ذا ناشيونال” الأمريكية عن تصريحات لمسؤولين أمريكيين في إدارة الرئيس الحالي “دونالد ترامب”.
وقال هذا التقرير بأن مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأمريكية نفوا نفياً قاطعاً بخصوص وجود أي محادثات سلام مع الروس بخصوص إضفاء الشرعية على نظام الأسد وإعادته للأسرة الدولية.
إقرأ أيضاً : روسيا ترفض طلب تركي بخصوص مدينة إدلب وتركيا ترد
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي كبير لم تسمّه قوله بأن استراتيجية الولايات المتحدة في سوريا لا تزال قائمة على تحقيق الانتقال السياسي، وهزيمة داعش، ومغادرة إيران للأراضي السورية.
وأكد المسؤول الأمريكي بأنه لا يوجد أي أساس للأنباء التي تتحدث عن محدثات سلام للاعتراف بشرعية الأسد، مؤكداً بأن هذه ليست سياسة الولايات المتحدة التي لن تعترف بالأسد كرئيس بعد ثماني سنوات من دعوته إلى التنحي.
وفي وقت سابق كانت صحيفة “الشرق الأوسط” قد نشرت تقريراً يوم الأحد الماضي قالت فيه – نقلاً عن دبلوماسيين غربيين – بأن لدى الولايات المتحدة خطة لرفع العقوبات والتطبيع مع الأسد، مقابل مساعدة موسكو في مكافحة الوجود الإيراني في سوريا.
تصريحات متناقضة!
وقد أعلن “جيمس جيفري” المبعوث الأمريكي للشأن السوري بأن الولايات المتحدة وروسيا تسعيان من خلال محادثات حثيثة مشتركة لإيجاد حل يعيد سوريا إلى المجتمع الدولي وينهي حالة العزلة التي تسبب بها النظام الحالي.
وصرح جيفري بعد اجتماعه مع مندوبي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن: “إن موسكو وواشنطن تستكشفان مقاربة تدريجية خطوة بخطوة لإنهاء النزاع السوري المستمر منذ 8 أعوام، لكن هذا يتطلب اتخاذ قرارات صعبة” بحسب تعبيره.
وقال جيفري: “هناك رغبة ضاقة لإنهاء هذا الصراع من قبل جميع الأطراف، إلا أن ذلك سيتطلب اتخاذ قرارات صعبة، ليس من جانبنا فحسب، ولكن قرارات صعبة من جانب الروس أيضاً، وفوق كل ذلك قرارات صعبة من جانب النظام السوري”.
واكد كل من جيفري ووزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” بأن محادثاتهم مع الروس كانت مثمرة، وأنهم قد نالوا انطباعاً عاماً باستعداد الروس لتحقيق المصالح الأمريكية في سوريا، ودعم العملية السياسية بما يضمن انتقالاً للسلطة وتثبيتاً للحكومة وبدءاً بعودة النازحين وفض النزاع.