لازالت سلسلة التصريحات المفاجئة مستمرة من قبل مسؤولين في الولايات المتحدة عن مصير النظام السوري ورأسه، وذلك بعد سريان شائعات عن عملية سلام يجري التحضير لها بالاتفاق مع الروس لشرعنة نظام الأسد وإعادته للأسرة الدولية.
وقد صرح بعض المسؤولون الدبلوماسيون اليوم بأن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” قد قرر عدم مشاركة الولايات المتحدة في إعادة إعمار سوريا مادام رأس النظام السوري “بشار الأسد” موجوداً في السلطة.
وعقب انتشار أخبار من عدة مصادر تفيد بسعي الجانب الأمريكي لعقد خطة سلام مع الروس بشأن التوصل لاعتراف بشرعية نظام الأسد وإعادته للأسرة الدولية، نشرت صحيفة “ذا ناشيونال” الأمريكية تصريحات لمسؤولين أمريكيين ينفون هذا الأمر نفياً قاطعاً.
وفي تأكيد لهذا الأمر، قال المبعوث الأمريكي للشأن السوري ” جيمس جيفري” يوم أمس بأن هدف الولايات المتحدة هو تهيئة الجو في سوريا لعملية انتقال ديمقراطية بحيث يقرر الشعب السوري نفسه مصير الأسد.
إقرأ أيضاً : بند من مقررات القمة الإسلامية في مكة يزعج نظام الأسد ويجعله يصرح حولها
وأتى هذا التصريح في كلمة لجيفري في معهد الشرق الأوسط للدراسات في واشنطن، حيث قال: “لا أعتبر – كما لا يعتبر أحد آخر في السلطة الأمريكية – بأن الأسد عامل إيجابي فيما يخص أياً من الجوانب المتعلقة بالإدارة في سوريا”.
وأضاف جيفري: “لكن دور الأسد في مستقبل سوريا يجب أن يقرره الشعب السوري، ونحن نؤيد الجهود الدستورية التي تهدف إلى تغيير أسلوب تعامل الدولة مع الشعب في إطار القانون”.
واكد جيفري على تأييد الولايات المتحدة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة يشارك فيها ممثلون عن الجاليات السورية وتشرف عليها الأمم المتحدة.
شائعات منفية
ونفى جفري صحة الأنباء التي تتحدث عن نية الولايات المتحدة وإسرائيل طرح مقترح على روسيا يشمل اعترافهما بشرعية الأسد مقابل دعم الأخيرة لسحب القوات الإيرانية من سوريا.
وكانت صحيفة “ذا ناشيونال” الأمريكية قد نشرت تصريحات لمسؤولين أمريكيين بأن استراتيجية الولايات المتحدة في سوريا لا تزال قائمة على تحقيق الانتقال السياسي، وهزيمة داعش، ومغادرة إيران للأراضي السورية.
وأكد المسؤولون بأنه لا يوجد أي أساس للأنباء التي تتحدث عن محدثات سلام للاعتراف بشرعية الأسد، مؤكداً بأن هذه ليست سياسة الولايات المتحدة التي لن تعترف بالأسد كرئيس بعد ثماني سنوات من دعوته إلى التنحي.
وفي وقت سابق كانت صحيفة “الشرق الأوسط” قد نشرت تقريراً يوم الأحد الماضي قالت فيه – نقلاً عن دبلوماسيين غربيين – بأن لدى الولايات المتحدة خطة لرفع العقوبات والتطبيع مع الأسد، مقابل مساعدة موسكو في مكافحة الوجود الإيراني في سوريا.