تخطى إلى المحتوى

فصائل الثوار تتبع تكتيك جديد في عملياتها بريف حماة

مما لا شك فيه بأن العملية الجديدة التي أعلنتها فصائل الثورة يوم أمس تختلف عن جميع سابقاتها في الآونة الأخيرة، وتحديداً منذ بدء التصعيد الذي قام به نظام الأسد وحلفاؤه ضد مناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري.

وتأتي ميزة هذه العمليات الجديدة كونها تتم هذه المرة بالتقدم ضمن مناطق سيطرة النظام نفسه، أو بالأحرى ضمن مناطق يسيطر عليها منذ زمن طويل، ويملك فيها قواعد وخزانات بشرية وعتادية، وذلك بدلاً من محاولات صد هجماته أو استعادة المناطق التي تقدم إليها ضمن حملته الأخيرة.

إذ ركزت معظم العمليات العسكرية الماضية للفصائل منذ أن بدأ التصعيد على محور واحد تقريباً هو محور “كفرنبودة” حيث دار سجال السيطرة على تلك البلدة بين الفصائل وقوات النظام عدة مرات، بالرغم من تمكن الفصائل بأن تكبد النظام خسائر فادحة في تلك المعارك.

إقرأ أيضاً : فصائل المعارضة تستعيد زمام المبادرة وتعلن تحرير قرى وبلدات جديدة

من داخل بلدة تل ملح بريف حماة الشمالي الاعلامي هادي العبد الله

وبحسب خريطة السيطرة الميدانية لما قبل التصعيد الأخير، فقد فتحت فصائل الثورة هذه المرة محوراً غير متوقع في عمليتها العسكرية، انطلق من معاقل سيطرتها في مدينة “اللطامنة” ومحيطها باتجاه “تل ملح والجبين وكفرهود”.

تكتيك الحرب البرية

المقدم “فارس بيوش” القيادي السابق في الجيش الحر قال بأن فصائل الثوار تتبع حالياً تكتيكاً هجومياً جديداً يدعى في العلم العسكري باسم “القوة البرية” والذي يقوم على فتح عدة محاور للهجوم لتشتيت تركيز الهجوم الذي يشنه العدو.

المقدم “فارس بيوش”

إذ أن النظام حاول في الفترة الماضية استنزاف فصائل الثورة على محور كفرنبودة، وبالرغم من استطاعة الفصائل تكبيد النظام خسائر فادحة على هذا المحور، إلا أن النظام أثبت بأن لا مشكلة لديه في التخلص من قواته في هذه المحرقة، وخاصة “فصائل المصالحات” التي لا يضمن ولائها له.

وحتى هذه اللحظة لا تزال فصائل المعارضة تحتفظ بالمناطق التي تقدمت إليها في ريف حماة الشمالي وهي “الجبين، كفرهود، تل ملح”، بينما فتحت محورًا جديدًا باتجاه قرية “القصابية” في ريف إدلب الجنوبي، ويشمل هذا المحور أيضاً منطقة “مزارع قيراطة، الكركات” في ريف حماة الغربي.

بينما يبقى ثباتها في مواقعها الجديدة مرهوناً بالتغيرات السياسية ومدى الدعم المقدم للجانبين من قبل الروس والأتراك سياسياً وعسكرياً، في الوقت الذي لم تصدر عن هذين الأخيرين أي تصريحات بخصوص الوضع الميداني الحالي حتى هذه اللحظة.

مدونة هادي العبد الله