تخطى إلى المحتوى

رحيل الساروت يشعل جدلاً في لبنان بين أنصار الثورة وأنصار الأسد

أثار نبأ رحيل الناشط والقائد الثوري السوري “عبد الباسط الساروت” عاصفة على منصات التواصل الاجتماعي في لبنان بين ناشطين حقوقيين لبنانيين مؤيدين للثورة السورية، وبين لبنانيين آخرين مؤيدين للنظام السوري وميليشيا حزب الله الطائفية.

وأكد جميع الناشطون اللبنانيون الذين نعوا الساروت في تغريداتهم ومنشوراتهم بأن الساروت لم يكن شخصية عادية في تاريخ الثورة السورية ككل، بل كان شخصية فاعلة ومؤثرة ورمزاً متألقاً للنضال الثوري السوري بكل مراحله وصوره وأشكاله.

العاصفة على مواقع التواصل الاجتماعي سببتها تغريدة للإعلامية اللبنانية “ديما صادق” التي نعت الساروت على حسابها الشخصي في “تويتر” قائلة: “يمثل الساروت نموذجاً الأصدق بين النماذج التي عرفتها الثورة السورية.. الشابّ البسيط الذي انخرط في الثورة بدافع من إحساسه بحقه في ان يعيش بكرامة،لا يعمل وفق حسابات الساسة والمؤدلجين الساروت هو نفسه البطل الشعبي الذي فتن ارواحنا عبر التاريخ بشبابه وفتوته ونبله “.

إقرأ أيضاً : هذه قصته.. رحل عبد الباسط الساروت

وسرعان ما تكاثر الذباب الإلكتروني التابع لميليشيا حزب الله حول تغريدة ديمة الصادق مستنكرين تسمية الساروت بالشهيد بل ومستنكرين حتى تسمية ما يجري في سوريا على أنه ثورة، متهمين كل من يناصرها ويعادي نظام الأسد بـ “الدعشنة”.

وفي ظل الهجوم الشديد للذباب الإلكتروني التابع لميليشيا حزب الله ضد ديمة الصادق، قالت الإعلامية اللبنانية “فاطمة عثمان”: “أنصار حزب الله يهاجمون الإعلامية ديما صادق لأنها قالت كلاماً صادقاً بحق الشهيد عبد الباسط الساروت، طبعا الشتائم والقدح والذم عند هؤلاء لا حسيب ولا رقيب عليها. لماذا؟ لأن السلاح بيد نصر الله ومن والاه بيجرح”.

من جانبه دعا الإعلامي “عبد الوكيل شحود” إلى التضامن مع ديمة الصادق بقوله: “ندعو إلى ‏وقفة تضامن مع الحرة ‎ديما صادق التي تتعرض لحملة طعن وتشويه لموقفها النبيل من بلبل الثورة السورية عبد الباسط الساروت ومحاولة البعض دعشنة موقفها من أنصار الأسد الأسد الإرهابي وغيرهم من المنافقين والداعشي والإرهابي من يناصر دولة البراميل لا الأحرار”.

عبد الباسط الساروت حارس الثورة السورية

رحيل بطل

يشار إلى أنه كان قد تم إعلان استشهاد الساروت صباح يوم أمس الموافق للثامن من حزيران يونيو 2018 متأثراً بجراح أصيب بها منذ يومين أثناء مشاركته لفصائل الثورة بالقتال على جبهات ريف حماة الشمالي.

وعبد الباسط الساروت هو واحد من أكثر الوجوه المألوفة في الثورة السورية، حيث ترك مكانه المميز كحارس لنادي “الكرامة” الرياضي المعروف في سبيل المشاركة في الثورة السورية منذ أيامها الأولى سنة 2011.

اشتهر الساروت منذ بدايات الثورة السورية بأناشيده الثورية الحماسية التي كان يشعل بها المظاهرات الأولى للثورة، تلك الأناشيد التي تحولت لاحقاً – مع الساروت نفسه – إلى أيقونات وعلامات فارقة للثورة السورية في كل مدنها وبلداتها من الشمال إلى الجنوب.

مدونة هادي العبد الله